طريقة عرض مميزة لأول لوحة في معرض بحثاً عنك عبدالعزيز للفنانة السعودية الأميرة سارة بنت ماجد بن عبدالعزيز. عرضت اللوحة تلك في مربع مغلق من ثلاث جهات. وجاءت احدى الجهات مفتوحة تطل منها اللوحة باضاءة خافتة. ومن خلال تلك اللوحة أرادت الفنانة سارة أن تعبر عن البداية التي كانت لرجال عبدالعزيز قبل فتح الرياض. تقول سارة بنت ماجد عن تلك اللوحة: "هناك فكرة أردت إيصالها لمن يُفترض أن يكونوا شاهدوا الفيلم قبل أن يتجهوا الى المعرض، فمن خلال ذلك المربع أردت أن أنقل المشاهد الذي خرج لتوه من القاعة المخصصة لعرض الفيلم الى الواقع، ويرى المعرض مفتوحاً أمامه على هذه اللوحة التي تتصدر صالة العرض". وتقول الفنانة سارة عن المعرض عموماً: "كنت أجمع صوراً نادرة لجدي الملك عبدالعزيز غير الصور المتوافرة لديّ له، وأجمع مراجع وكتباً تتناول شخصيته. وللعلم أول لوحة قمت بتطبيقها هي بحثاً عنك عبدالعزيز، ولم يكن فيها الملك عبدالعزيز. ثم ان هناك خيالاً خاصاً أردت نقله من خلال تلك اللقطة بين حركة الجمال على كثيب الرمال وبين حركة الخط العربي فزاوجتُ بين الحركتين مزاوجة كانت هي البداية. تحدّثتُ مع الأميرة مها بنت محمد الفيصل مديرة مركز النهضة للتراث عنها وأعجبتها الفكرة فأضافت الأميرة مها عنصراً مهماً جداً الى ذلك المعرض والفيلم هو عنصر الكلمة عندما كتبت نص الفيلم مستعينة ببعض أقوال الملك عبدالعزيز. ولم ترد كلمة الملك في الفيلم انما كان يقال: عبدالعزيز، ومن خلال ذلك أرادت الأميرة مها أن تقول: ان عبدالعزيز آل سعود كان إنساناً قبل أن يكون ملكاً". استخدمت سارة أشكالاً عدة للخطوط العربية وجاء كل خط مختلفاً عنه في اللوحة الأخرى. البداية عن بداية تذوقها للخط العربي تقول الفنانة سارة بنت ماجد: "كانت البداية من خلال انترنت وبرامج الكومبيوتر، ودهشت قبل ذلك بالأعمال الفنية في الوطن العربي التي مثّلت الخط العربي خير تمثيل، ففي الخط العربي حركة انسيابية ساحرة على قدر عال جداً من الفن والابداع، وغير العرب ممن لا يفقهون العربية يدركون ذلك، بدليل وجود الخط العربي في كثير من مقتنياتهم وملابسهم، فهم مدهوشون مثلي من طريقة كتابته. وأربط ذلك من وجهة نظري الخاصة بما تمليه تلك الخطوط من شعور بالراحة البصرية والنفسية التي يحسها من يتأمل شكلها، ثم اننا مسلمون وعرب وهاتان صفتان لوطني وللملك عبدالعزيز". انسجام ويلاحظ على أعمال سارة. أن هناك انسجاماً واضحاً بين نوع الخط العربي وموضوع اللوحة، وبين حجم الخط والشكل الذي جاء عليه في اللقطة المصورة المطبوعة على اللوحة. تقول الفنانة سارة: "أهتم بأن تكون اللوحة اكثر راحة للعين التي تتلقى اللقطة، فلا يمكن استخدام خطوط كثيفة التشكيل مثل خط "الغبار" ودمجها مع لقطة كثيفة ايضاً، لان ذلك غير مريح للعين فلا بد من الموازنة التي تبعث درجة من التكامل في نظر المشاهد. وهذه مسألة تكتيكية بالدرجة الاولى، يجيد التعامل معها حس الفنان ومدى قدرته على توظيف شفافيته لخدمة ادواته الفنية التي يستعين بها لإخراج عمله الفني. انا لا أجيد الرسم، لكنني أجيد التعامل مع حسي، وأجيد استخدام برامج التصميم والرسم والخطوط التخطيطية في الكومبيوتر التي تعتبر بذاتها فناً يمرّن اللاشعور ويمنحه الثقة والقدرة على الابتكار. وهناك أعمال خلت من وجود الخط العربي وأعمال خلت من اللقطة واكتفت بالخط فقط. وقد يكون لذلك علاقة بكثافة اللقطة المصورة أو كثافة الدلالة التعبيرية للخط العربي. وأحياناً تتناول سارة في لوحاتها اجزاءً من صورة، فهناك صورة ليدي الملك عبدالعزيز وهما تحملان مسبحة، ولقطات اخرى عدة لعينيه في نظرات تختلف دلالة صورها عن بعضها اختلافاً دقيقاً. وتقول الفنانة سارة: "هذا يرجع للإنسان نفسه وتأمله للقطة. فكل يختار من الجسد ما يرى أنه يفهم به من حوله. هناك من تشغله النظرة، واحياناً يكون التعبير اكثر دلالة في الوجه ككل. وهناك من يركز على حركة اليدين. وعندما ما يقال ان الملك عبدالعزيز فتح الرياض بيديه فلماذا لا اعطي لتلك اليدين حيزاً في إحدى لوحاتي يليق بقدرتهما وعزمهما. وعندما يقال الكثير عن نظرة عبدالعزيز الثاقبة فما مدى تعبير تلك النظرة عن العقل المدبر لصاحبها وهكذا...". وفي اعمالها اختارت الفنانة سارة ألواناً تناسب جيل الشباب مثل الاحمر، والارجواني والبرتقالي والبنفسجي والرمادي المتدرج والأخضر ممزوجاً بالرمادي. وتقول سارة: "كل صورة للملك عبدالعزيز تعني لي الكثير. ولقد ترددت كثيراً في استخدام الألوان التي تحتاج الى درجة عالية من الجرأة في استخدام اللون في وجه الملك عبدالعزيز لكني توصلت الى قرار وشعور بالمسؤولية عن جيل أنتمي إليه له ألوانه الخاصة وتفكيره ورؤيته الفنية التي لا يجيد التعبير بغيرها عن طاقته، وتمكنه لجيل سيأتي بعده وسيتواصل مع رؤيته ويضيف اليها". وترى سارة من عناصر نجاح معرضها انها أعطت لتلك الأعمال خاصية أخرى نقلتها من مجرد كونها صوراً مخزنة في الكومبيوتر عندما استفادت من أدوات واساليب الأعمال التشكيلية ومن الهيئة التي تأتي عليها فتحول الفن التصويري الذي اخرجته الى فن مجسد في نظر مشاهديه. وسارة فنانة ناشئة عمرها اربع وعشرون درست إدارة الأعمال في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ودرست عدداً من الدورات في برامج الكومبيوتر والتصوير في فرنسا. ويعد هذا المعرض أول معرض لها، وهو أول معرض على مستوى السعودية في التصوير بواسطة الكومبيوتر، خصصت الأمير سارة ريعه لمدارس "متلازمة داون" التابعة لجمعية النهضة النسائية الخيرية في الرياض.