استقبل العاهل المغربي الملك الحسن الثاني امس وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين الذي يزور المغرب، وشملت المحادثات حسب مصادر فرنسية الاوضاع في الشرق الاوسط، وآفاق المبادرة الفرنسية - المصرية لانعاش عملية السلام، اضافة الى تطورات ازمة لوكربي والوضع في منطقة الشمال الافريقي والاوضاع المتدهورة في القارة الافريقية، لكنها ركزت على المحور الثنائي في علاقات البلدين. وتناولت المحادثات في صورة خاصة الموقف من دعم خطة الشراكة السياسية والاقتصادية المبرمة بين المغرب وبلدان الاتحاد الاوروبي من خلال البحث في صيغة لمعاودة جدولة الديون الخارجية المستحقة وتحويلها الى استثمارات داخلية، وزيادة حجم المبادلات ودعم الصندوق الفرنسي لمساعدة المقاولات وتشجيع الاستثمارات، اضافة الى مساهمة الحكومة الفرنسية في مشاريع انمائية لتوليد الطاقة، واقتناء طائرات جديدة من نوع "ارباص". الى ذلك اجتمع فيدرين امس مع رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي، وبحث معه في الاعداد لاول زيارة رسمية يقوم بها اليوسفي الى باريس بداية الشهر المقبل، ويرأس خلالها الى جانب رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان اعمال اللجنة العليا المشتركة التي يتوقع ان تتوج بابرام اتفاقات مالية واقتصادية للتعاون. كما اجتمع قبل ذلك مع نظيره المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي، وبحثا في القضايا ذات الاهتمام المشترك. وصرح الوزير فيدرين لدى وصوله امس الى الرباط بأن الهدف من زيارته تعزيز مجالات التعاون والجهود التي تبذلها حكومتا البلدين لاعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغربية - الفرنسية. وتوقعت المصادر ان تكون محادثات المسؤول الفرنسي مع نظرائه المغاربة عرضت لمظاهر تزايد المنافسة الاوروبية - الاميركية في المنطقة، خصوصاً في ضوء اعلان الولاياتالمتحدة عزمها ابرام اتفاقات للشراكة السياسية والاقتصادية، مع كل من المغرب وتونس والجزائر. وكان الرئيس بيل كلينتون تحدث في رسالة الى اعضاء الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي عن محور العلاقة مع المغرب، وقال انه ابلغ المسؤولين في المغرب وتونس والجزائر رغبة بلاده في اقامة شراكة اقتصادية جديدة "من اجل تنمية قدرات السوق في البلدان الثلاثة". وتوقعت المصادر ان يتناول الحوار المغربي - الفرنسي الذي بدأ في الرباط وسيتواصل الشهر المقبل في باريس، تطورات الاوضاع في الجزائر من منطلق حرص البلدين على اقامة علاقات طبيعية بين بلدان الشمال الافريقي. وتردد في غضون ذلك ان باريس شجعت المساعي التي بُذلت لمعاودة بناء علاقات الثقة بين المغرب والجزائر، من منطلق الحرص على معاودة الاستقرار الى منطقة الشمال الافريقي، وتكريس الانفراج ومظاهر حسن الجوار.