يبدأ وزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين زيارة عمل للمغرب منتصف الشهر الجاري. وذكرت مصادر مغربية ان الزيارة التي ستركز على الإعداد لاجتماع رئيسي وزراء البلدين عبدالرحمن اليوسفي وليونيل جوسبان الشهر المقبل في باريس، تشمل اجراء محادثات مع المسؤولين المغاربة تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي مقدم هذه القضايا تطورات ملف الصحراء الغربية والمساعي المبذولة لحل الأزمة بين ليبيا والدول الغربية بسبب قضية لوكربي، اضافة الى وضع العلاقات المغربية - الجزائرية الذي يعتريه الغموض وعلى رغم صدور اشارات مشجعة لحملة معاودة بناء علاقات الثقة. وسيبحث المسؤول الفرنسي مع نظيره المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي في تطورات الأوضاع العربية وأزمة الشرق الأوسط، وكذلك الأوضاع في القارة الافريقية التي يميزها قيام تنسيق بين الرباطوباريس في مستويات عدة. الى ذلك يعول المسؤولون المغاربة الجدد على دعم نظرائهم الفرنسيين خلال المحادثات التي سيجريها اليوسفي مع جوسبان، كونهما ينتسبان الى التيار الاشتراكي. وسبق لرئيس الوزراء الفرنسي ان رحب بخطة إشراك المعارضة السابقة في المغرب في الحكومة، في حين عرفت علاقات البلدين في الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً. ويقول مراقبون انه لا يبدو ان وضع المعارض ابراهام السرفاتي الذي أيدت محكمة مغربية قراراً بابعاده من البلاد، سيؤثر في سياق التفاهم القائم بين البلدين. ويأمل المسؤولون المغاربة ان تلعب فرنسا دوراً في حشد التأييد لمطالب مغربية بتحويل الديون الخارجية المستحقة الى استثمارات داخلية، كما فعلت باريس في وقت سابق. لكن المحاور السياسية للمحادثات المرتقبة ستطاول الأوضاع في منطقة شمال افريقيا، وآفاق دعم الشراكة المبرمة بين المغرب وبلدان الاتحاد الأوروبي، بخاصة في ضوء تلويح الولاياتالمتحدة بخطة مماثلة ترمي الى قيام شراكة مع المغرب وتونس والجزائر. ما تعتبره باريس بمثابة منافسة حقيقية على المنطقة التي تعتبر مركزاً تقليدياً للنفوذ الأوروبي.