طالب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ب"اطلاق عشرات من كوادر الاتحاد الذين ما زالوا اسرى لديه ويلقون أسوأ معاملة". واتهم حزب بارزاني بأنه "ما زال يرفض عودة حوالى مئة الف شخص هجروا او هربوا من المناطق التابعة للحزب الديموقراطي منذ احتلال الجيش العراقي مدينة اربيل في 31/8/1996 بالتعاون والتنسيق مع الحزب". وعلمت "الحياة" ان وفدين من الحزبين سيبدآن في 16 الشهر الجاري اجتماعات في واشنطن برعاية اليزابيث جونز نائبة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك، ستركز على تطويق التوتر بينهما ودفع اتفاق المصالحة بين الاكراد الذي رعته ادارة الرئيس بيل كلينتون. وأبدى عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي السيد هوشيار زيباري تفاؤلاً بهذه الاجتماعات، وصرح الى "الحياة" أمس بأن "كل الاشكالات قابل للحل، وهناك اقتناع لدى الاتحاد والحزب الديموقراطي بأن لا جدوى من القتال، ولن يُستأنف". ونوه بأهمية الاجتماعات المرتقبة التي ستستمر ثلاثة أيام، موضحاً ان الاشكالات العالقة بين حزبه والاتحاد تتعلق بتفسير اتفاق واشنطن الذي رعته الوزيرة مادلين اولبرايت في 17/9/1998، وكذلك ب"وجود مقاتلي حزب العمال" في شمال العراق. وسيضم الوفدين ثلاثة من اعضاء المكتب السياسي لكل من الاتحاد والحزب الديموقراطي. وجاءت اتهامات الاتحاد لحزب بارزاني رداً على تصريحات للناطق باسم "الديموقراطي" في لندن السيد دلشاد ميران نشرتها "الحياة" أمس، اتهم فيها طالباني بوقف عملية التطبيع بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق، وببدء حملة على حزب بارزاني، وبالسماح لمقاتلين من حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان بالتسلل من مناطق خاضعة لسيطرة الاتحاد الى مناطق بارزاني. وأشار البيان الى ان التطبيع "كان مفترضاً ان يبدأ في 1/10/1998، وتشكل الحكومة الاقليمية الكردية الموحدة في أول عام 1999، ومن بديهيات الأمور ان التطبيع يبدأ باطلاق المحتجزين، بينما لا يزال عشرات من كوادر الاتحاد محتجزين لدى الديموقراطي الكردستاني ويلقون اسوأ معاملة، ولم ينكر السيد بارزاني وجود عدد من الأسرى في سجونه في رسالته الى السيد طالباني". واعتبر ان اجتماعات لجنة التنسيق، التي كلفت الاشراف على خطوات التطبيع بعدما رعت واشنطن اتفاق المصالحة بين الحزبين، كانت "مضيعة للوقت وضحكاً على ذقون الجماهير الكردية". وشدد على ان حزب بارزاني "ما زال يرفض عودة حوالى مئة الف شخص هجروا او هربوا من المناطق التابعة له" الى مناطق سكنهم في اربيل وشقلاوة وصلاح الدين وزاخو ودهوك وحرير ورواندوز وبالك "بينما وافق الاتحاد على عودة الهاربين من مناطقه". وعن اتهام ميران الاتحاد برفض تبادل فتح مكتبين للحزبين في اربيل والسليمانية، تساءل البيان "ما قيمة المكاتب اذا كان دورها مجرد أمر شكلي لا يكون له دور في دفع عملية المصالحة بين الطرفين". وحض على "رفع الحواجز والمعابر بين مدن كردستان فوراً واطلاق حرية التنقل والأسرى، والسماح بتوزيع الصحف في كل هذه المدن". ونفى ان يكون خطاب لطالباني في الذكرى ال24 لتأسيس الاتحاد، تضمن أي حملة على الحزب الديموقراطي، واستغرب ربط الناطق باسم "الديموقراطي" ذلك بعودة طالباني من طهران. واتهم حزب بارزاني بأنه "بدأ قبل فترة وعلى أعلى المستويات محاولة استعداء تركيا على الاتحاد، بدعوى وجود عناصر من حزب العمال في مناطق الاتحاد، علماً ان لتركيا اكثر من عشرة آلاف جندي تساندهم الطائرات والدبابات، بالتعاون مع مقاتلي الحزب الديموقراطي ضد قواعد حزب العمال، بينما ليس لهذا الحزب اي قاعدة في مناطق الاتحاد".