شقلاوة - رويترز - أقترب الحزبان الرئيسيان في كردستان العراق من اتفاق لتبادل أسرى في اطار جهود لم تتكلل بالنجاح بعد من أجل حل خلافات بين الحزبين أدت الى تقاسم النفوذ في مناطقهما غير الخاضعة للسلطة المركزية في بغداد. ولم يبحث الفصيلان، الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني خلال اجتماع لممثليهما أول من أمس في قضايا أكثر جدية مثل إعادة توحيد منطقتي النفوذ على اساس آلية تساعد في تطبيع الأوضاع والمشاركة مجدداً في السلطة وإدارة المنطقة موحدةً. وقال ممثل الاتحاد عمر سيد علي بعد اجتماع لوفده مع وفد من الحزب الديموقراطي استمر ست ساعات في بلدة شقلاوة، الخاضعة لسلطة بارزاني: "نأمل بأن نستطيع اطلاق السجناء خلال الاسبوعين المقبلين، ربما على مرحلتين. علينا ان نجري مزيداً من المحادثات". معروف ان الاكراد يسيطرون على معظم شمال العراق منذ نهاية حرب الخليج في 1991، لكن اقتتالاً بين حزبي بارزاني وطالباني ربيع 1994 أدى الى تقسيم المنطقة بينهما. والمنطقة تقع عمليا تحت حماية قوة جوية غربية ترابط في تركيا لفرض حظر على تحليق الطائرات العراقية شمال خط العرض 36. وتوقفت قبل شهور جهود ترعاها الولاياتالمتحدة في اطار "عملية أنقرة للسلام" لحل الخلافات بين الحزبين اللذين يواصلان لقاءات خارج العملية على أمل اعتماد اجراءات لبناء الثقة. وبدا ان لقاء شقلاوة أول من امس لم يتطرق الى أي موضوع جدي باستثناء البحث في امكان تبادل الاسرى، الأمر الذي أكده سامي عبدالرحمن ممثل الحزب الديموقراطي الذي قال للصحافيين بعد الاجتماع: "أريد فقط ان اتكلم على القضايا التي بحثنا فيها اليوم وليس عن مسائل اخرى". وكان هدف "عملية انقرة"، التي تشارك في رعايتها بريطانياوتركيا، تقليص نفوذ بغداد وطهران في المنطقة الكردية التي تتاخم ايرانوتركيا وسورية. وكانت آخر جولة من القتال الكردي - الكردي وقعت خريف 1997 وشملت مناطق عدة بينها شقلاوة، وشاركت فيها قوات تابعة لحزبي طالباني والعمال الكردستاني التركي بزعامة عبدالله اوجلان وحزب بارزاني مدعوما من الجيش التركي. لكن سامي عبدالرحمن اعتبر ان العلاقات بين حزبي بارزاني وطالباني هي الآن أحسن مما كانت منذ وقت طويل. وقال: "الأمور أفضل كثيراً الآن، فالأكراد لم يعودوا يقتلون بعضهم بعضا ولا توجد عمليات لترحيل الناس او سجنهم". وزاد: "لن نعود الى تقاسم السلطة مناصفة" كما كان الوضع قبل تفجر الاقتتال. وتابع: "انتصرنا في انتخابات 1992 وعدد السكان في مناطقنا الحزب الديموقراطي أكثر، وكيفما نظر الاتحاد الى الوضع ستكون لدينا الغالبية في أي حكومة" كردية.