تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك بالغاء الامتيازات التي يتلقاها المستوطنون في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما تعهد بعدم بناء مستوطنات جديدة، من دون ازالة المستوطنات القائمة. جاء ذلك في مسودة من 11 صفحة حدد فيها باراك الخطوط العريضة لائتلافه الحكومي، من دون ان يدخل في التفاصيل او الاهداف. ونشرت صحيفتا "هآرتس" و"جيروزاليم بوست" هذه المسودة، كما اكدها الناطق باسم باراك. وفي ما يأتي اهم الخطوط العريضة التي وردت في المسودة: * السلام والامن: ستستند اتفاقات السلام الى المصالح الوطنية والامنية لاسرائيل كما تستند الى دعم الاسرائىليين. * الفلسطينيون: ستسرع الحكومة محادثات السلام مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق نهائي سينظم استفتاء في شأنه. كذلك ستحترم الحكومة الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين وستصر على ان تقوم السلطة الفلسطينية بالمثل. * سورية: ستستأنف الحكومة المحادثات مع سورية وستعمل على التوصل الى معاهدة سلام معها على اساس قراري مجلس الامن 242 و338، كما ستنظم استفتاء على اي اتفاق. * لبنان: ستعمل الحكومة على سحب قواتها من لبنان مع ضمان امن المناطق الشمالية في اسرائيل والعمل من اجل التوصل الى اتفاق سلام. * القدس: ستبقى بشقيها العاصمة الموحدة لاسرائيل. * الاستيطان: الى ان يتم الفصل في وضع المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة في اطار اتفاق سلام نهائي، لن يتم انشاء اي مستوطنة جديدة، لكن وضع المستوطنات القائمة سيبقى على حاله. وستلبي الحكومة متطلبات تطوير المستوطنات القائمة. وباستثناء المتطلبات الامنية، فان المستوطنات لن تحظى بمعاملة تفضيلية في توزيع التمويل الحكومي، بل سيستند التمويل الى الحاجات الاجتماعية الاقتصادية على قدم المساواة مع باقي مناطق البلاد. وستقوم لجنة حكومية بفحص السياسات التي ستتبع تجاه المستوطنات ومناقشة قرارات الحكومات السابقة. *الدستور: ستسعى الحكومة خلال ولاية الكنيست البرلمان ال15 الى استكمال القانون الاساسي وتقديم الدستور. وهذه الوثيقة ستعمل على حماية حقوق القطاعات كلها. وسيتم اعداد الدستور وسط جهود للتوصل الى اجماع وطني. *الدولة والدين: ستعمل الحكومة من اجل ميثاق بين اليهود المتدينين والعلمانيين. وستحاول قدر المستطاع عدم التشريع في الشؤون الدينية. وستحاول سن قوانين في الكنيست تتماشي مع قرارات المحكمة العليا في شأن مسودة الطلاب المتدينين واعفائهم من الخدمة في الجيش الاسرائيلي بلفتة طيبة من كل اولئك المتضررين. وفيما تستبعد مسودة الخطوط العريضة للائتلاف الحكومي انشاء مزيد من المستوطنات، لكنها لم تتطرق الى مسألة توسيع المستوطنات القائمة، علما ان حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو لجأت الى توسيع المستوطنات القائمة ولم تبن مستوطنات جديدة باستثناء البدء بانشاء مستوطنة جبل ابو غنيم في القدسالمحتلة. ورغم ان التعهد بالابقاء على المستوطنات القائمة قد يلقى ترحيبا من الاحزاب المتشددة، الا ان الغاء امتيازات المستوطنات قد يؤدي الى بقاء هذه الاحزاب خارج الائتلاف. وفي هذا الاطار، قال النائب عن الحزب القومي الديني شاؤول يحالوم امس ان الغاء امتيازات المستوطنين من شأنه ان يجعل وجود حزبه في ائتلاف باراك ضربا من المستحيل. من جهة اخرى، فان الموقف من الاستيطان سيرضي الفلسطينيين الذين ربطوا استئناف المفاوضات بوقف الاستيطان. كذلك لم تتضمن المسودة اي اشارة الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما لم تذكر اتفاق واي ريفر بالاسم وان كانت اشارت الى انها ملتزمة تطبيق الاتفاقات الموقعة بين الفلسطينيين والحكومات السابقة. كذلك لم تتضمن المسودة اشارة الى التعهد الذي قطعه باراك بسحب قواته من لبنان في غضون سنة. ويمكن ان تتغير هذه الخطوط العريضة فيما يسعى باراك الى تشكيل ائتلاف بحلول الثامن من تموز يوليو المقبل. ومن المقرر ان يلقي الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان كلمة في افتتاح الجلسة الاولى التي تعقدها الكنيست في دورة الانعقاد الصيفي اليوم. وسيرأس رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز الكنيست بوصفه اكبر الاعضاء سنا ريثما يتم انتخاب رئيس جديد.