دخل اجتماع لجنة المراقبة المنبثقة من "تفاهم نيسان" ابريل لعبة التجاذب المستمر على تشكيل الحكومة الإسرائيلية، التي ترى النور خلال الأيام المقبلة، فتأجل الاجتماع الذي كان متوقعاً أمس بعدما قرر رئىس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو تغيب اسرائيل بحجة انتظار تشكيل الرئىس المنتخب إيهود باراك حكومته. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي أرينز أن التفاهم لم يعد قائماً منذ فترة، ورأى ان "العمليات الاسرائيلية الاخيرة اوجدت واقعاً جديداً يتيح اطلاق المفاوضات السياسية مع سورية ولبنان من نقطة انطلاق افضل بكثير بالنسبة الى الحكومة المقبلة. الآن فهمت سورية ان استخدام ورقة حزب الله لتسريع الانسحاب الاسرائيلي من الجولان لم ينجح. ولا اعرف اذا كان باراك يتفق معي في الرأي في شأن تفاهم نيسان لكنه سيضطر الى اتخاذ قرار يحسم الأمر، ولا استطيع التحدث باسم الحكومة الجاري تشكيلها". راجع ص4. وأثار قرار تأجيل اجتماع لجنة المراقبة ليل اول من امس حفيظة لبنان، واتهم رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص اسرائيل بالسعي الدائم الى اجهاض التفاهم الذي يحظر التعرض للمدنيين. واعتبر ان العدوان الاسرائيلي الاخير استهدف التفاهم، مشدداً على "التزام لبنان به نصاً وروحاً". وبحث الحص مع الرئىس اللبناني العماد إميل لحود في هذا التطور، خلال لقائهما مساء أمس، بعدما اجرى الأول إتصالين هاتفيين بسفيري الولاياتالمتحدة وفرنسا، ديفيد ساترفيلد ودانيال جوانو، وبحث معهما في النتائج المترتبة على تأجيل اجتماع لجنة تفاهم نيسان، معرباً عن قلقه من الخطر الذي يهدد التفاهم نتيجة سلبية الموقف الاسرائيلي. وبدا ان تأجيل الإجتماع خطوة ضاغطة على لبنان وسورية معاً، إذ قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الجانب الأميركي نصح لبنان بوقف صواريخ ال"كاتيوشا" على شمال اسرائيل، في الإتصالات التي أعقبت التأجيل. وفيما اجريت اتصالات لبنانية - سورية ولبنانية مع الجانبين الاميركي والفرنسي أمس، كذلك بين الحكومة و"حزب الله"، فإن المصادر المطلعة أبلغت "الحياة" ان الدول الغربية المعنية دعت الى التشدد في ضبط النفس، الى ان يتسلم باراك مهماته، خشية ان يُقدم نتانياهو على مغامرة عسكرية جديدة يحاول من خلالها رفع سقف المطلب الاسرائيلي بتعديل التفاهم بحجة تفعيله. وأكدت المصادر ان موقف لبنان هو "التمسك بلجنة تفاهم نيسان وعدم الرضوخ للعبة الإستدراج الإسرائيلية في الوقت الضائع، قبل ايام من تشكيل حكومة باراك". وأفادت اوساط ديبلوماسية غربية ان "نتانياهو علّق اجتماعات لجنة المراقبة كواحد من ردود الفعل على رفض باراك شروط الإئتلاف مع ليكود، وأنه ربما حاول احراجه وهذا يستدعي عدم توفير الذرائع له". لكن ارينز قال ان "الضربات الاخيرة التي نفذتها اسرائيل في العمق اللبناني غيّرت قواعد اللعبة تماماً، وعلينا تكريس هذا التغيير". وتابع: "هذه الإتفاقات لا تساوي الورق الذي كتبت عليه"، مشيراً الى ان "التفاهم نيسان لم يعد قائماً اصلاً منذ فترة بعيدة بسبب خروق حزب الله المستمرة". وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية ل"الحياة" ان "الجانب الاميركي يمارس نفوذه على اسرائيل كي تعود الى لجنة تفاهم نيسان، إذ ان الادارة الاميركية والحكومة الفرنسية أبلغتا إلينا انهما تتمسكان بالتفاهم وتعتقدان ان بنوده قادرة على لجم التصعيد ومعالجته اذا التُزِمت".