قبل 48 ساعة من موعد اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل، أكدت مصادر لبنانية رسمية وأخرى غربية أن لبنان "تلقى تطمينات مشروطة حيال عدم تكرار العدوان الإسرائيلي على بناه التحتية"، في وقت هدّد رئيس الحكومة الاسرائىلية المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو باستئناف الغارات على لبنان في حال عاود "حزب الله" ضرب المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا. وإذ رفضت المصادر اللبنانية الدخول في تفاصيل ما سمته بالتطمينات المشروطة، قالت المصادر الغربية ل"الحياة" أن "المقصود بها امتناع المقاومة عن استخدام الكاتيوشا، في الرد عبر الحدود على اعتداءات اسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين"، مشيرة الى "أهمية الاتصالات التي نجحت في وضع ضوابط للجم التدهور وهذا ما أفسح في المجال أمام استعجال انعقاد لجنة المراقبة". واعتبرت المصادر اللبنانية والغربية ان مجرد معاودة لجنة المراقبة اجتماعاتها يؤكد نجاح المساعي في اعادة الأمور الى اللجنة بدلاً من تجاوزها في معالجة الخروقات لتفاهم نيسان الذي أجاز استمرار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من ضمن شروط معينة. وتجتمع اللجنة غداً الثلثاء للبحث في 14 شكوى لبنانية و10 اسرائيلية، علماً ان لبنان اعتبر ان كل غارة استهدفته بمثابة عدوان. وكانت بيروتودمشق شهدتا أمس حركة ناشطة، أبرزها المحادثات التي أجراها رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية ايف اوبان دو لا ميسوزيير مع رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة سليم الحص ليغادر بعدها الى تل أبيب. واعتبر الموفد الفرنسي أن لجنة المراقبة هي "الأداة الأساسية واللازمة لمعالجة هذا النوع من الصراع والأحداث"، مشدداً على ضرورة ضبط النفس، وفي المقابل أكد الرئيس لحود أن لبنان قوي بوحدته وان الحياة استمرت طبيعية على رغم شراسة العدوان، مكرراً ثوابت الموقف اللبناني خصوصاً لجهة تلازم المسارين، بينما رأى الرئيس الحص أن تفاهم نيسان "الذي نلتزمه وندعو الآخرين الى التزامه انما هو لحماية المدنيين والمؤسسات المدنية لذلك نعول على لجنة تفاهم نيسان لاتخاذ القرار الذي يدين العدوان ويعيد الصدقية للجنة". وكان لافتاً قول الرئيس الحص في حديثه مع الموفد الفرنسي "أننا من حيث المبدأ لا نحبذ العمليات العسكرية عبر الحدود وان ما تعرض له شمال اسرائيل كان رداً على اعتداء اسرائيلي سابق". وفي دمشق أجرى وزير الخارجية السورية فاروق الشرع مع نظيره الإيراني كمال خرازي محادثات تناولت تطورات الوضع بعد العدوان الإسرائيلي. ودعا الشرع اسرائيل الى احترام بنود تفاهم نيسان الى أن يحل محله تفاهم أو اتفاق جديد. في حين قال خرازي "ان مصير ايران وسورية ولبنان مترابط، مؤكداً وقوف بلاده الى جانب سورية ولبنان "لمواجهة أي اعتداء اسرائيلي محتمل". وفي القدسالمحتلة، قال نتانياهو في جلسة للحكومة الاسرائىلية "ان اسرائيل لن تسمح بالحاق أذى بسكان الشمال الاسرائىلي وستردّ بأقسى الطرق"، آملاً "بأن تكون الرسالة وصلت الى سورية ولبنان"، في حين رأى وزير الدفاع موشي أرينز ان "لا شيء يحدث اذا لم ترد سورية حدوثه".