بعد انحسار التصعيد العسكري في جنوبلبنان انتقلت المعركة السياسية الى داخل اسرائيل حيث تبارى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وزعيم المعارضة ايهود باراك على تحديد مواعيد زمنية للانسحاب من الأراضي اللبنانيةالمحتلة، على خلفية حملة الانتخابات التشريعية. راجع ص2 و3 وكرّس اجتماع لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من "تفاهم نيسان" مساء امس، انحسار التصعيد، بعدما تمّ تقديم موعده المقرر اصلاً اليوم، كدليل الى اصرار الولاياتالمتحدة على احتواء احتمالات الانفجار والعودة الى السقف الذي رسمه التفاهم والقاضي بتحييد المدنيين عن الصراع العسكري وعدم استخدام المقاومة صواريخ "كاتيوشا" ضد شمال اسرائيل. وفيما أبدى رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ارتياحه الى النتائج المطمئنة للاتصالات التي أسفرت عن دعوة لجنة المراقبة، فان تصعيداً آخر سياسياً شهدته اسرائيل في السجال الذي دار بين نتانياهو وباراك، الذي تعهّد الانسحاب من لبنان خلال عام وقبل حلول حزيران يونيو من العام 2000 اذا فاز في هذه الانتخابات. وهاجم باراك حكومة نتانياهو لفشلها في الخروج من لبنان، وذهب الى حد القول انه "مستعد لاستئناف المحادثات مع سورية من المرحلة التي توقفت عندها...". لكن نتانياهو ردّ عليه مزايداً فأعلن على انه سيسحب الجيش الاسرائىلي من لبنان خلال سنة اما بالاتفاق مع سورية واما بانسحاب أحادي الجانب. واتّهم باراك بانه قيّد أيدي الجيش الاسرائىلي وبتوريط الاسرائىليين في "الوحل اللبناني". وجاءت المبارزة الانتخابية بين نتانياهو وباراك على الانسحاب من لبنان، وسط مشاعر الخيبة وحتى السخرية من صحف اسرائىلية من نتائج القصف الجوي الاسرائىلي على مواقع لپ"حزب الله" والذي لم يحقق اي نتائج. وزاد من هذه المشاعر الربط بين كشف سرقة وثائق سرية من مكتب قائد المنطقة الشمالية غابي اشكنازي تتعلق بنشاط الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان قبل ثلاثة اسابيع وتنفيذ "حزب الله" عملية الاحد الماضي التي أدت الى مقتل الجنرال ايرز غيرشتاين. لكن اشكنازي الذي اعترف بحصول السرقة نفى أي علاقة لها بالاحداث الاخيرة في الجنوب. في هذه الاثناء، أعلن رئيس الاركان الاسرائىلي الجنرال شاوول موفاز خلال جولة على "الشريط الحدودي" المحتل مواصلة الحرب على "حزب الله" وقال "سنردّ على أي هجوم". وأشار الى ان الغارات التي شنتها الطائرات الاسرائىلية في عمق الاراضي اللبنانية قبل يومين شكّلت "ضربة مؤلمة". ورافق موفاز في جولته القائد الجديد لوحدة الارتباط الاسرائىلية ايلي اميتاي الذي حلّ محل غيرشتاين. وعلى صعيد اجتماع لجنة المراقبة الذي بدأ السادسة مساء امس برئاسة الجانب الاميركي وعضوية وفود فرنسا واسرائيل وسورية ولبنان، قالت مصادر الوفد اللبناني لپ"الحياة" ان جدول اعمال اللجنة يتضمن شكويين اسرائيليتين الاولى تتعلق باطلاق صواريخ "كاتيوشا" على الجليل الاحد الماضي والثانية تتعلق باطلاق المقاومة النار من مناطق آهلة. وأوضحت المصادر ان الموقف اللبناني في اللجنة التي يرجح ان يستمر اجتماعها في بلدة الناقورة حيث مقر قيادة الطوارىء الدولية، حتى ساعات الفجر، سيتحدد في ضوء المعطيات التي سيقدمها الاسرائىليون. لكن مصادر مطلعة أكدت ان لبنان سيستند في دحض الشكوى الاسرائىلية الى ان المقاومة نفت قيامها بعمل من هذا النوع. الى ذلك اجتمع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد أميل لحود مع الرئيس الحص مساء امس لتقويم الموقف ونتائج الاتصالات التي أجرياها مع العواصم المعنية لتفادي أي تصعيد اسرائىلي في الجنوب. وعرضا جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقرر انعقادها اليوم.