أكد رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص ل"الحياة" أن "من المنتظر أن يسلّم العناصر المئتان الذين تركوا "جيش لبنان الجنوبي" وبقوا في مدينة جزين ورفضوا الإنسحاب معه إلى الشريط الحدودي المحتل أنفسهم إلى قوات الشرعية اللبنانية من قوى أمن وجيش لبناني، على أن تحيلهم الدولة على القضاء العسكري للنظر في أوضاعهم". فيما دعت الولاياتالمتحدة الأميركية السلطة اللبنانية إلى بذل جهودها "من أجل عدم عرقلة انسحاب الجيش الجنوبي من جزين" راجع ص4. وقال الحص رداً على سؤال ل"الحياة" عن مخاوف من انتقام جهات معينة من عناصر "الجنوبي" الباقين "ان الحكومة لا تنتقم من أحد. وليس وارداً اتخاذ مواقف انتقامية ضدهم من أي جهة أخرى". وأوضحت مصادر حكومية ل"الحياة" ان في إمكان الذين بقوا في جزين، ان يسلّموا أنفسهم الى اول حاجز للجيش اللبناني، إذ أن الدولة قررت التعامل معهم بطريقة حضارية، لكنها لن تدللهم حكماً، لأنها إذا فعلت ذلك فإن الذين ينضوون تحت لواء "جيش" اللواء أنطوان لحد المتعاون مع الإسرائيليين وسيبقون معه في الشريط المحتل، سيعتقدون ان استمرار تعاملهم مع الإحتلال سيمر من دون عقاب. ولذلك فإن القضاء سينظر في اوضاع الذين يسلّمون انفسهم وفقاً للقوانين المرعية ومخالفتهم إياها". وكان احد هؤلاء بيار طنوس، سلّم نفسه امس الى الجيش اللبناني عند معبر كفرفالوس بين مدينة صيدا وجزين. وجاء موقف الحص هذا بعدما تولت لجنة من القانونيين وضع لائحة بأسماء العناصر الذين قرروا ترك جيش لحد. وكانت العمليات التي نفذتها المقاومة الإسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" ضد قافلة ل"الجنوبي" اثناء انسحابها من قرى جزين، اول من امس، وأدّت الى مقتل اثنين من عناصره، اطلقت موجة من التعليقات الإعلامية والسياسية داخل إسرائيل امس تحدثت عن "ظروف مذلّة" للإنسحاب. ورأت "ان خيار الإنسحاب من جانب واحد قرار غير مسؤول"، فيما رأى المفاوض الإسرائيلي السابق إيتامار رابينوفيتش تعليقاً على عمليات المقاومة "ان دمشق بعثت برسالة أن علينا التحدث معها وإلاّ ستزكي النار في الجنوب اللبناني". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن حكومة بنيامين نتانياهو "أعطت الضوء الأخضر للجيش للقيام بسلسلة عمليات إذا واصل حزب الله هجماته خلال الإنسحاب من جزين، وأن الطيران والمدفعية سيقدّمان دعماً متزايداً للميليشيات عند الضرورة ولكن من غير المطروح القيام بعملية برية واسعة النطاق". وطمأن رئىس الجمهورية العماد إميل لحود أمس إلى الوضع في جزين، فأكد ان عودة هذه البلدة الى حضن الوطن محررة هي الضمان لأمنها". واعتبر رئيس المجلس النيابي نبيه بري "ان الانسحاب من جزين يهدف الى فصل المسارين اللبناني والسوري لكن الموقف الرسمي والشعبي أدى الى تلاحم المسارين". وكان الرئىس الحص تلقى قبل الظهر رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت نقلها اليه السفير في بيروت ديفيد ساترفيلد، اكدت فيها تفاؤلها بفوز أيهود باراك برئاسة الحكومة لجهة استئناف مفاوضات السلام بعد تشكيله حكومته وإجرائه محادثات مع الإدارة الأميركية في واشنطن. وعلمت "الحياة" ان ساترفيلد نقل الى بيروت "رغبة واشنطن في التهدئة" في هذه المرحلة، خصوصاً ان المفاوضات ستستأنف. ونفت مصادر رسمية، رداً على سؤال ل"الحياة"، ان تكون واشنطن طلبت من لبنان السعي الى وقف عمليات المقاومة في الجنوب. وقالت: "إن الاميركيين لم يطلبوا ذلك وهم يعرفون موقفنا، ان المقاومة ستستمر ما دام الاحتلال مستمراً". وأوضحت ان ساترفيلد "دعا الى عدم تأخير انسحاب جيش لحد من منطقة جزين".