لم يعد لميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" الموالية لإسرائيل سوى وجود رمزي في جزين، وهي سرّعت في الساعات الأخيرة اجراءاتها الميدانية للانسحاب في المنطقة المحتلة، وواصلت عناصرها التي ارتدت اللباس المدني نقل مرابض المدفعية الى الشريط الحدودي المحتل، ما أوحى بأن عملية الانسحاب يمكن أن تتم في أي ساعة بدءاً من الأسبوع الطالع. راجع ص 4 وفيما أكدت مصادر مختلفة ان الانسحاب سيبدأ اليوم الاثنين، افادت مصادر الحكومة اللبنانية انها لم تتلقَ في اليومين الأخيرين أي معلومات عن موعد الإخلاء، من الولاياتالمتحدة الأميركية، بعدما كان سفيرها في بيروت ديفيد ساترفيلد أبلغ رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص أنه يتوقع أن يتم في غضون أيام معدودة، أي ربما ما بين عشرة و12. وفي معلومات "الحياة" من وافدين من منطقة جزين ان "الجنوبي" باشر ليل أمس تفكيك مربض مدفعية في بلدة روم وسحب الحواجز العسكرية والغاء المراكز التي كان يستخدمها لتجميع قواته اضافة الى تفجير الدشم في عدد من البلدات. وترافق ذلك مع بدء رفع السواتر الترابية على مقربة من بلدة كفرحونة التي تردد أنه سينسحب اليها، وهذا ما يفسر اسراعه في تعزيز التحصينات خصوصاً ان البلدة تقع عند المثلث الذي يربط الجنوب بالبقاع الغربي من طريق مشغرة. ووسط ما يشاع عن مخاوف قد تعقب الانسحاب، حمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ارينز "مسؤولية ما قد يحصل لأنها تسيطر على لبنان"، متوقعاً الانسحاب خلال أسبوع أو أسبوعين. إلا أن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله رفض وضع المقاومة في دائرة الاتهام، رداً على "صراخ مفتعل وتهويل متعمد يفرض انطباعاً وواقعاً مختلفاً"، واتهم أوساطاً معينة بإيجاد أجواء بغيضة وشكوك، منذ اشاعة نبأ قرار الانسحاب، متهماً اياها بصلتها بأوساط اسرائيلية وبالسفارة الأميركية في بيروت. وقال "لا يستطيع أحد أن يقدم تطمينات وضمانات" الى عناصر "الجنوبي" لأن انسحابهم من جزين لا يعني أن هذه الميليشيا انتهت. وأوضح أن اقتراح قانون العفو الذي اقترحه "حزب الله" في هذا الإطار "يفتح الفرصة للتوبة، وليس هدفه إيجاد مخرج للذين قاتلوا شعبهم". وتوقع أن يتم الانسحاب الى منطقة كفرحونة، في حد أقصاه 48 ساعة.