بات انسحاب ميليشيات "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، من بلدة جزين حيث كانت تسيطر عبر ضباط وعناصر من اجهزة مخابراتها، شبه مؤكد لكن التنفيذ "أصبح مسألة وقت قصير" راجع ص4. بهذا الوصف تلخص الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية المعنية بوضع البلدة، كذلك المعلومات الميدانية والمواقف الإسرائيلية التي اخذت تؤكد نية الإنسحاب، مشيرة الى اتصالات مع الولاياتالمتحدة في هذا الصدد. وكرر رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك امس في كريات شمونه ا ف ب عزمه على سحب الجيش الاسرائيلي من جنوبلبنان في غضون سنة. وقال خلال جولة له في شمال اسرائيل في جولته السياسية الاولى بعد فوزه: "سنسحب الجيش من لبنان خلال عام في اطار اتفاق وسنستأنف المفاوضات مع سورية والبقية تأتي". واضاف ان "الجيش سيظل ثابتا في موقعه" في المنطقة التي يحتلها في جنوبلبنان حتى اجراء المفاوضات بشأن الانسحاب. وردّ على سؤال عن مشروع انسحاب من جزين، قال: "لم اشارك في قرار سحب ميليشيا جيش لبنانالجنوبي من جزين ولكن اُبلغت بالتطورات المتعلقة بهذه المسألة". وسارعت إسرائيل الى التنصل من كون الانسحاب قرارها، محمّلة قائد "جيش لبنانالجنوبي" اللواء انطوان لحد مسؤوليته، وهي بعثت برسائل يراد منها، بحسب المراقبين، طمأنة سورية ولبنان الى ان هذه الخطوة ليست مقدمة لانسحاب من جانب واحد من "الشريط الحدودي" المحتل. وقال الرئىس الإسرائيلي عازر وايزمان امس ان الخطوة "لا علاقة لها بنية الجيش الاسرائيلي الانسحاب من الجنوباللبناني". وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك الذي التزم تنفيذ الانسحاب الكامل بعد سنة، باتفاق مع سورية ولبنان، أوفد السفير السابق في واشنطن ايتامار رابينوفيتش، الى العاصمة الاميركية حاملاً رسالة تؤكد الحرص على استئناف مفاوضات السلام مع سورية. ولم تقتصر رسائل التطمين الى ان الانسحاب من جزين لا يهدف الى فصل المسارين السوري واللبناني في عملية السلام، على هذه القنوات، بل ان مصادر نيابية لبنانية معنية بالوضع في جزين والجنوب نقلت عن ديبلوماسيين في السفارة الاميركية في بيروت تأكيدهم ان هذا الانسحاب "كان سيحصل قبل الانتخابات الاسرائيلية، وان واشنطن كانت على علم بنية القادة الاسرائيليين سحب جيش لحد وتم تجميده كي لا يتم استخدامه ورقة في الانتخابات الاسرائيلية". وقالت المصادر النيابية ل"الحياة" إن الجانب الاميركي اشار الى "ان انسحاب الجنوبي من جزين يعود الى انهيار وحداته هناك، ولا علاقة له بالتطورات الناجمة عن الانتخابات الاسرائيلية". وكشفت المصادر أن لحد الذي كان ابلغ الى فاعليات جزين انه سيزور البلدة مساء الاربعاء للقاء بعض وجهائها، عدل عن الزيارة، وبعث الى مخاتير ورؤساء بلديات لبعض القرى المحيطة بالبلدة، انه ينوي استدعاءهم الى مقر قيادته في بلدة مرجعيون في "الشريط" المحتل. وأعربت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" عن اعتقادها بأن توقيت الانسحاب الذي بات شبه مؤكد، اصبح مرتبطاً بتهيئة ظروفه، والتحضير لما بعد اتمام الخطوة، سياسياً وميدانياً، خصوصاً ان القادة السياسيين للبلدة الموجودين في بيروت يطالبون بضمان أمن الأهالي هناك وبدخول قوات السلطات اللبنانية الشرعية إليها بعد الانسحاب، ضماناً لعدم حصول اخلال بالأمن او دخول اي فريق غير شرعي. وبقي الموقف اللبناني الرسمي امس على حاله داعياً الى انسحاب اسرائيل والحكومة قادرة على اتخاذ خطوات لضمان سلامة المواطنين كما قال وزير الاعلام انور الخليل.