شهدت بلجيكا في السنوات القليلة الماضية ثلاث محاكمات، آخرها في ايار مايو الماضي، مثل فيها عشرات من عناصر الشبكات المتهمة بدعم الجماعات المسلحة في الجزائر. وأصدرت المحكمة الجنائية في بروكسيل، منتصف أيار الماضي، أحكاماً متفاوتة بالسجن لثمانية من أعضاء "مجموعة فريد ملوك" الفرنسي من أصل جزائري الذي اعتقل في آذار مارس 1998. وقضت المحكمة بالسجن سبعة أعوام للمتهم الرئيسي ملوك المحكوم غيابياً في فرنسا في قضايا التفجيرات التي هزت باريس في 1995. وقال مصدر في وزارة العدل ان بلجيكا كانت وافقت في أيلول سبتمبر الماضي على تسليم فريد ملوك الى فرنسا و"لكن بعد قضاء عقوبته في بلجيكا" والتي تنتهي عام 2007. وتنسب الدوائر الأمنية الى كل من فريد ملوك ورفيقه الجزائري محمد بداش دوراً رئيسياً في محاولات تشكيل خلايا لاستيعاب "الأفغان العرب". واعترف ملوك وبداش بأنهما تدربا في افغانستان. وقضت المحكمة بالسجن غيابياً خمسة أعوام للمتهم الرئيسي الثالث آيت ساسي جلال مغربي. وكانت قوات الأمن عثرت في شقته، في حي سان جيل، على 400 غرام من المتفجرات وجهاز تحكم عن بعد وصواعق تشبه تلك التي استخدمت في تفجيرات باريس عام 1995. ودانت المحكمة في 1996 أعضاء في "مجموعة احمد الزاوي" الذي اتهمته الدوائر الأمنية في حينه بتحريك الجماعات المسلحة في أوروبا. لكن المحكمة حكمت بسجنه أربعة أعوام مع تأجيل التنفيذ ووضعته في الاقامة الجبرية في منزله في بروكسيل حتى اعلان فراره الى سويسرا نهاية 1997. ورفضت السلطات السويسرية لاحقاً منح الزاوي صفة اللجوء ورحَّلته الى بوركينا فاسو. وأصدرت محكمة بلجيكية أحكاماً بالسجن، في 1996، في حق بقية أعضاء "شبكة الزاوي" ومنهم بودرية بن ابراهيم وعبدالفاضل المجده اللذان سلمتهما بلجيكا الى السلطات الفرنسية. كذلك دانت محكمة مدينة نوشاتو، جنوببلجيكا، الاخوين المجده مغربيين وكمال سعد الدين جزائري بتأمين "الدعم اللوجستي" للجماعات الجزائرية. وكشفت التحقيقات شبكة لتهريب الأسلحة بين بلجيكا ولوكسمبورغ.