حذر الرئيس حسني مبارك من تزايد الفجوة بين المسلمين والعالم المتقدم، وشدد على انه "لم يعد ممكناً ضياع مزيد من الوقت". وقال مبارك، في كلمة وجهها الى المؤتمر الحادي عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية، ألقاها نيابة عنه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر امس وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق: "ان عصر العولمة الذي يعيش فيه العالم هو عصر التكتلات الاقتصادية، ولم يعد امام المسلمين مفر من مواجهة هذه الحقيقة"، واعتبر ان "لا سبيل امام العالم الاسلامي للخروج من مأزقه الحالي الا التنمية الشاملة والشروع فيها والايمان بأنها الطريق الأوحد للخلاص". وأضاف مبارك "لا بد من الاعتراف بأن الدور الذي يقوم به المسلمون في عالمنا المعاصر لا يتناسب اطلاقاً مع ما لديهم من قدرات وما يملكونه من امكانات بشرية ومادية، بل ولا يتناسب مع المعطيات الحضارية لعقيدتنا وتاريخنا"، مؤكداً ان المسلمين "في حاجة اليوم الى وقفة مع النفس للقيام بتشخيص على الحاضر وتذكر دروس الماضي واستشراف آفاق المستقبل". وكانت اعمال المؤتمر بدأت امس بجلسة افتتاحية حضرها شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة والسيد ناصر الدين الأسد رئيس المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية في الاردن والذي ألقى كلمة الوفود في المؤتمر. وشارك في المؤتمر أيضاً مفتي مصر الدكتور نصر فريد واصل ورئيس جامعة الازهر الدكتور أحمد عمر هاشم وعدد من الوزراء وممثلو اكثر من خمسين دولة واكثر من 75 جهة اسلامية وعربية ووزراء الدعوة والاوقاف والمفتيون ورؤساء المجالس والشؤون الاسلامية إضافة الى 180 شخصية من مختلف انحاء العالم يمثلون التجمعات والجاليات الاسلامية، وتحدث في الجلسة طنطاوي والبابا شنودة الثالث والدكتور ناصر الدين الأسد. ويناقش المؤتمر، على مدى اربعة أيام ثلاثة محاور رئيسية في مجالات المقومات الاساسية الثقافية للمجتمع الاسلامي، والتيارات الثقافية المعاصرة في العالم الاسلامي، وأثر العولمة على الهوية الثقافية في العالم الاسلامي، ووسائل الحفاظ على الهوية الثقافية، واحياء التراث الحضاري الاسلامي في الثقافة، ومفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام، ودور الدولة في كفالة العدالة الاجتماعية، والتعاون الاقتصادي الحالي بين البلاد الاسلامية.