شدد الرئيس حسني مبارك على ضرورة التصدي "لكل ما يثيره المتطرفون والمتعصبون من عنف وارهاب". وقال في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاسلامي العاشر الذي ينظمه المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية تحت عنوان الاسلام والقرن الحادي والعشرين: "لا بد أن تنبذ الأمة الاسلامية خلافاتها حول المسائل الهامشية وأن تركز اهتمامها على وضع وتنفيذ خطط التنمية الشاملة من اجل الخروج من دوامة التخلف". واضاف: "ان هناك تشويشاً كبيراً ولغطاً كبيراً يثار حول الاسلام في مناطق كثيرة من العالم وأي منصف يعلم ان الاسلام شيء مختلف تماماً عما يصوره الآخرون. وعلينا ان نوضح للعالم من حولنا الصورة الحقيقية للاسلام وليست القضية قصة شجب واستنكار أو شكوى واستثارة للمواطن ولكنها قضية علمية في المقام الاول. فالعالم من حولنا لم يعد يعترف إلا بالعلم والمنطق والبرهان". وبعد ما اكد ضرورة "اعادة ترتيب البيت الاسلامي من الداخل"، شدد على أن "القوة الحقيقية اليوم ليست في التسلح العسكري ولكنها قوة العلم والتخطيط ومحاولة امتلاك احدث واقوى ما انتجته عبقريات العلماء والباحثين والمبدعين في شتى انحاء العالم". واضاف مبارك "مسؤولية العالم الاسلامي الان صارت أكثر الحاحاً .. ولا يليق بأمة صاحبة حضارة عريقة ان تظل مشلولة الحركة مسلوبة الارادة لا تقوى على مواجهة التحديات والعالم من حولنا يسرع الخطى ولن يكون للضعفاء والمتخاذلين أي مكان في ركب التقدم". وشدد على ضرورة "تمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته على أرضه في مواجهة المعتدي". وكانت أعمال المؤتمر بدأت صباح أمس. وحضر الجلسة الافتتاحية شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الاوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية، والشيخ عبدالله عبدالمحسن التركي وزير الدعوة والاوقاف والارشاد السعودي. كما حضر الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر والدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر والبابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من وزراء العدل والاوقاف والشؤون الاسلامية، وممثلو حوالي 70 دولة عربية واسلامية ووفود عن 10 منظمات عالمية، اضافة إلى ممثلين عن المسلمين في اوروبا واميركا. كلمة السعودية وأكد الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي في كلمته في الجلسة الافتتاحية ان الاسلام "لا يرفض العولمة طالما أنها لا تتعارض مع أحكام الشريعة الاسلامية ولا تلحق الضرر بمصالح الشعوب الاسلامية"، مشيراً إلى أن الاسلام دين عالمي وفي القرآن دعوة صريحة للتعارف، كما أنه يتفق مع العولمة إذا كانت تدعو الى السلام ونبذ العنف". ولفت الى أن ما يهدد العولمة هو "أن تتخلى عن القيم الانسانية كالعدل وان تقتصر على المصالح الاقتصادية"، وقال: "إن الدعوة للعولمة لا ينبغي ان يقصد بها طمس حرية الشعوب أو قطع الصلة بين الشعوب وبين تاريخها وتراثها الحضاري". وأكد رفض الاسلام القاطع لظاهرة الارهاب مهما كانت أسبابها. وطالب البابا شنودة، في كلمته، الدول العربية بالوحدة، مؤكداً ان وحدة العرب ستجعلهم لا يشكون من اسرائيل، وتمكنهم من مواجهة الخطر كما حدث أيام صلاح الدين الايوبي الذي حرر القدس من الفرنجة. وطالب شنودة المؤتمرين التفكير بجد في مسألة الارهاب والفكر المضلل والعنف. فيما طالب شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الدول الاسلامية والعربية بالتسلح بكل قوة، كما طالب إعداد القوة لمحاربة اسرائيل "بكل ما نملك". واتهم مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري اسرائيل باعداد خطة لتهويد القدس ودعا العرب الى "التحرك" لانقاذ المدينة المقدسة. وصرح الشيخ صبري لدى وصوله الى القاهرة ليل الاربعاء - الخميس للمشاركة في المؤتمر بأن القرار الاسرائيلي بتوسيع بلدية القدس "امر مخطط ومبرمج لتهويد" المدينة المقدسة. واضاف ان "تحرك العرب ضروري في هذا الوقت لانقاذ مدينة القدس" معتبرا ان الدولة العبرية تسعى الى احداث "خلل ديموغرافي لدى السكان بحيث يصبح عدد السكان العرب قليل بالنسبة الى عدد السكان اليهود وان النسبة التي يخطط لها اليهود لعدد السكان العرب هو 25 في المئة من عدد سكان القدس".