خليل مطران هو واحد من الشوام الذين اتو الى مصر اما هرباً او بحثاً عن غرض اوسع للعمل والظهور في الحياة الثقافية، وهؤلاء بدأ مجيئهم في منتصف القرن التاسع عشر، وبالفعل كان لهم تأثير واضح في الصحافة والفن. وبالنسبة الى الفن، اعني الفن المسرحي خصوصاً. وفي الصحافة نذكر بشارة تقلا مؤسس جريدة "الاهرام" وجرجي زيدان مؤسس "الهلال" وفارس نمر صاحب "المقطم" ويعقوب صروف واديب اسحق وإلياس زيادة وغيرهم من الذين اسسوا صحفاً ومجلات في مصر. ومن ناحية المسرح يكفي ان تذكر مارون نقاش وابو خليل القباني والاخوة عكاشة وروزاليوسف. اذن الشوام بشكل عام ونحن في مصر عندما تقول الشوام فإننا نعني بها سورية ولبنان والاردن وفلسطين لعبوا دوراً مهماً جداً في الصحافة والفن في مصر، ومن هؤلاء خليل مطران الذي كان شاعراً وصحافياً، واظنه تولى رئاسة تحرير جريدة "الاهرام" في فترة من الفترات، وكان له اهتمامات بالمسرح وترجم عدداً من اعمال شكسبير، لكن الملاحظ في هذه الترجمات انه لم يكن يعرف الانكليزية، وكان يترجم عن الفرنسية في لغة بعيدة عن مقتضيات الفن المسرحي- بلاغة تقليدية وجملاً خطابية وكلمات مهجورة، في هذا السياق ما زلت أذكر ترجمة خليل مطران مسرحية "ماكبث". اما عن شعره فقد كان شاعراً متوسطاً اذا قورن بشعر مجايلية وعلى رأسهم احمد شوقي وحافظ ابراهيم.