عكست زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المفاجئة لجسر الملك الراحل حسين الذي يربط الأردن بالضفة الغربية، مدى الرغبة الاردنية في توثيق العلاقات مع الفلسطينيين، اذ رفض العاهل الاردني ان تكون نقاط العبور "حواجز تفصل بين الاخوة والاهل، بل مناطق تجمع الناس ولا تفرّق بينهم"، ووصف نقاط العبور بأنها رمز للوحدة بين الاردنيين والفلسطينيين.. وقال العاهل الاردني الذي رافقه رئيس ديوانه عبدالكريم الكباريتي: "نريد لكل مواطن ان يشعر في هذا المكان الاردن بأنه بين اهله وفي بيته"، محذراً من اطلاق شعارات الحق والعدل والمساواة واحترام الانسان "من دون تطبيقها على ارض الواقع". وقال مسؤولون رفيعو المستوى في القصر الملكي لوكالة "رويترز" ان الملك عبدالله اعطى بزيارتة للجسر الذي يجسد الترابط التاريخي والعرقي بين الاردنيين والفلسطنيين رسالة "قوية بضرورة تحقيق المساواة في التعامل على الارض للاردنيين من اصول فلسطينية لان ذلك يشكل قوة ومناعة للاردن في وجه التحديات المقبلة". وعلى الرغم من ان الاردنيين من اصول فلسطينية يتمتعون بكامل الحقوق المدنية والدستورية، الا ان تمثيلهم السياسي في البرلمان والحكومة والوزارات والوظائف العليا لا يعكس ثقلهم الديمغرافي. ويعتبر زواج العاهل الاردني من الملكة رانيا التي قلدها لقب ملكة فور انتهاء فترة الحداد على والده، وهي من اصول فلسطينية، عنصرا مهما في توطيد ولاء مواطنيه من اصول فلسطينية. وقال الملك عبدالله في اشارة صريحة الى المساواة في التعامل بين الاردنيين: "نحن نريد ممارسة فعلية لذلك وهنا من هذا المركز يمكن تحقيق هذه الشعارات". ويشكو الكثير من الفلسطينيين، خصوصا سكان المخيمات الفلسطينية المنتشرة في انحاء المملكة وذوي الدخل المحدود، من التمييز في التعامل في الدوائر الحكومية لصالح الاردنيين ممن اقاموا في ما كان يسمى بشرق الاردن قبل عام 1948. وترجح القوانين الانتخابية كفة تمثيل المناطق الريفية والبادية في البرلمان على حساب تمثيل المدن الرئيسة وعلى رأسها العاصمة عمان والمدينة الثانية اربد اللتين تقطنهما غالبية من اصول فلسطينية. ومصير اللاجئيين النازحين في حرب عام 1967 سيبحث في المرحلة الاخيرة من مفاوضات المرحلة النهائية لمفاوضات السلام. من جهة اخرى، أعلن مصدر اردني امس ان الملك عبدالله يعاود مطلع تموز يوليو المقبل جولته العربية التي ستشمل اليمن والسودان والمغرب وموريتانيا. وأوضح وزير الاعلام الاردني السيد ناصر اللوزي ان مواعيد هذه الزيارات لم تحدد بدقة حتى الان.