سريناغار الهند - أ ف ب، رويترز - واصلت القوات الهندية امس الجمعة قصف المقاتلين الاسلاميين المتحصنين في جبال كشمير، وتحدثت انباء صحافية عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المتسللين. فيما بدأ سكان المناطق الحدودية بالنزوح على رغم تطمينات وزير الخارجية الهندي وتوقعه ان لا يتطور القتال الى حرب شاملة بين نيودلهي واسلام اباد. وقال متحدث باسم سلاح الجو الهندي ان "عملياتنا جارية والضربات مستمرة" في المرتفعات الواقعة شمال كشمير. واوضح الجيش ان "معارك عنيفة تجري على المرتفعات التي يحتلها الباكستانيون" فيما يتواصل القصف المدفعي بين الهندوباكستان على طول "خط المراقبة" الذي يفصل بين البلدين في هذه المنطقة المتنازع عليها. وذكرت صحيفة "هندوستان تايمز" امس الجمعة ان غارات جوية كثيفة شنتها الطائرات الحربية الهندية من طراز "ميراج 2000" أدت الى سقوط مئة قتيل بين المقاتلين المتسللين وتدمير ثمانين موقعاً تضم ذخائر ومواد تموينية اخرى في مونتو دالو شمال باتاليك. ولم يؤكد المتحدث باسم الجيش الهندي هذه الانباء. وكانت القوات المسلحة الهندية اكدت الخميس ان "العدو تكبد خسائر فادحة" ولن يتمكن من "الصمود لفترة طويلة". وذكرت الشرطة امس ان اكثر من 80 الفاً من سكان القرى الحدودية في ولاية البنجاب شمال غربي الهند فروا من ديارهم الى مناطق اكثر اماناً، بعدما تملكهم الرعب بسبب تحركات القوات على طول الحدود المشتركة مع باكستان. وقال المفتش العام للشرطة الحدودية ج.ب. بيردي ان 90 في المئة من سكان حوالى 200 قرية فروا من منازلهم. واضاف "نحاول اقناعهم بالبقاء ولكننا لا نستطيع منعهم بالقوة. تفيد تقديراتنا ان اكثر من 80 الف شخص تركوا ديارهم" وقال ساكن يدعى سوريندر سينغ "رأينا تحركات قوات في المنطقة خلال الاسبوع الماضي. وعلى الجانب الآخر في باكستان سمعنا اصوات شاحنات ثقيلة ودبابات". ومع اعمال الفرار الجماعي خلت بلدة كالارا الصغيرة التي تبعد ثلاثة كيلومترات عن الحدود من السكان واغلقت كل المتاجر وكانت معظم المنازل موصدة. وقال ضابط من قوات امن الحدود "الناس تسحب اموالها من البنوك قبل الفرار". وتخوض الهندوباكستان اسوأ مواجهة عسكرية خلال 30 عاماً تقريباً بسبب كشمير. وشنت الهند الشهر الماضي حملة جوية وبرية لطرد اسلاميين تقول انهم تسللوا الى قطاعها في كشمير من باكستان. وقال وزير الخارجية الهندي جاسوانت سينغ انه لا يتوقع نشوب حرب مع باكستان بسبب كشمير. واضاف سينغ عندما سئل هل يمكن ان يتحول القتال في كشمير الى حرب شاملة بين الجارتين النوويتين "لا أتوقع نشوب حرب على نطاق واسع". ولكن القروي اكشر سينغ يقول "أي شيء قد يحدث في اي لحظة ولا نريد المخاطرة".