فند الاطلسي "ادعاء" الجيش اليوغوسلافي أن قواته تواصل انسحابها من كوسوفو. وواصل الحلف غاراته على بلغراد وضواحيها، فيما اكد وزير الدفاع الاميركي ان "النخبة" العسكرية الصربية بدأت ترسل عائلاتها واموالها الى الخارج، في مؤشر الى تراجع الدعم للرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. موسكو ، واشنطن، بروكسيل - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان محادثاته في موسكو بشأن الازمة اليوغوسلافية امس الخميس حققت بعض التقدم. وابدى ثقته بان موسكو لن تنهي مساعيها للوساطة في مشكلة كوسوفو، على الرغم من تأكيد وسائل الاعلام الروسية الرسمية ان الرئيس بوريس يلتسن ابلغه ان روسيا قد تعيد النظر في الجهود التي تبذلها للتوصل الى حل للازمة، اذا استمر تجاهل صوتها. وقال شيراك في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع يلتسن ووزير الخارجية ايغور ايفانوف والمبعوث الروسي الى البلقان فيكتور تشيرنوميردين: اعتقد ان بامكاني القول اننا حققنا تقدما وان الايام المقبلة ستظهر اننا نتقدم نحو السلام". وجاء ذلك في وقت اعترفت كندا بان توصل الاممالمتحدة الى اتفاق مرض بشأن كوسوفو، قد يستغرق اسابيع. وقال الناطق باسم الخارجية الكندية جيم رايت خلال مؤتمر صحافي: "نحن لا نتحدث عن ايام0 نتحدث على الارجح عن اسابيع0 ونحاول التحرك قدما بكل وسعنا". لكنه شدد في الوقت نفسه، على وجوب الا يحول غضب الصين والوضع السياسي في روسيا دون اقرار السلام في كوسوفو. وكان شيراك وصل الى موسكوصباحا، في الزيارة الأولى لزعيم غربي الى روسيا بعد اقالة حكومة يفغيني بريماكوف. وأجرى محادثات مع نظيره الروسي الذي كشف أن الزيارة "تمت قبل موعدها المحدد بسبب تغير الظروف". والى جانب التغيرات المرافقة لإقالة الحكومة، ناقش الرئيسان الوضع في البلقان ونقل عن يلتسن قوله لشيراك: "اننا نواجه في كوسوفو أخطر تحد في أوروبا خلال العقود الأخيرة". وذكر مساعد الرئيس للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان الزعيمين شددا على بناء "نموذج متعدد القطبية للعالم". وأضاف ان شيراك أثنى على جهود روسيا في التسوية البلقانية وأكد ان "أزمة كوسوفو لا يمكن حلها من دون روسيا". واعترف وزير الخارجية ايغور ايفانوف بوجود خلافات بين موسكو وباريس في شأن الأزمة لكنه ذكر ان الرئيسين اتفقا على تشكيل فريق عمل للتفاوض في شأنها وازالتها. ونوقشت آفاق التسوية في جولة جديدة من المفاوضات اجراها نائب وزير الخارجية الأميركية ستروب تالبوت الذي عاد الى موسكو بعد زيارة سريعة الى هلسنكي. وذكر المبعوث الخاص فيكتور تشيرنوميردين انه وتالبوت "عملا على صياغة مبادئ اتفاق يهدف الى وقف العمليات الحربية". وأعلن ان الرئيس الفنلندي ماركي اهتيساري سيكون وسيطاً في مساعي التسوية. ومن جانبه أكد تالبوت ان الجانبين توصلا الى صيغة ل"توسيع الوفاق وتعميقه وتضييق الخلاف وفهمه". عائلات الجنرالات وفي وقت قصفت طائرات الاطلسي مجددا ليل الاربعاء - الخميس أهدافاً في بلغراد ومقر التلفزيون الصربي في نوفي ساد 70 كلم شمال العاصمة، كشف وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان عددا من افراد عائلات كبار المسؤولين العسكريين اليوغوسلاف بدأوا بمغادرة بلادهم. وقال كوهين في مؤتمر صحافي اول من امس: "عندما ترسل النخبة في صربيا عائلاتها وأموالها الى الخارج وعندما يفعل كبار المسؤولين في الجيش الشيء نفسه، فان الثقة بميلوشيفيتش وبأعماله في تراجع". وذكرت وكالة الانباء اليوغوسلافية"تانيوغ" ان ست قذائف للحلف اصابت مقر التلفزيون الصربي في نوفي ساد كبرى مدن اقليم فويفودين فجر امس، ما أدى الى اندلاع حريق. وقالت وكالة "تانيوغ" إن طائرات الحلف قصفت باتاينيتشا الضاحية التي تبعد 15 كيلومتراً شمال غربي بلغراد ويقع فيها مطار عسكري يستهدفه قصف الحلف باستمرار. كما سمع دوي انفجارين صباح أمس في شرق بانتشوفو المدينة التي تبعد 15 كيلومتراً شمال شرقي بلغراد. وسمع دوي خمسة انفجارات على الأقل في بريشتينا كبرى مدن اقليم كوسوفو. كما سمع قصف متقطع للمضادات الجوية اليوغوسلافية في الوقت نفسه. لا دليل على انسحاب واعلن الناطق العسكري باسم حلف شمال الاطلسي الجنرال الالماني فالتر يرتز امس ان الحلف لا يملك اي دليل على بدء انسحاب القوات الصربية من كوسوفو، تعليقا على صور تلفزيونية بثها الصرب واظهرت عسكريين يستقلون الحافلات. وجاء كلامه بعد اعلان ضابط في الجيش اليوغوسلافي ان "عددا كبيرا" من القوات اليوغوسلافية بدأت في الانسحاب من الاقليم. وكانت قيادة الجيش اليوغوسلافي اعلنت الاثنين انها انهت عملياتها ضد ثوار جيش تحرير كوسوفو وامرت بانسحاب قواتها جزئيا. واتسم رد فعل الاطلسي بالحذر.