الحشرات المجنحة التي تعيش في مستعمرات واسعة تمتص الزهر لغذائها وتعطي العسل، تحوّلت الاسبوع الماضي الى حقل اختبار لتعطيل الألغام الأرضية ضد الأشخاص في ساحات المعارك أو في غيرها والبحث عن متفجرات أو نفايات نووية. ويجري الآن تحضير مستوطنات من النحل وتدريبها على "التهام" ال ت ان ت متفجر شديد من ثالث نترات التولين المكوّن الرئيسي للألغام الأرضية. جماعة من الباحثين حملوا الاسبوع الماضي قفير النحل الى منطقة نائية وأطلقوا العاملات بحثاً عن متفجرات، ويشرف على المشروع جيري بروفشنك العالم الاختصاصي بالحشرات في جامعة مونتانا الأميركية ورون غيلبرت الذي يعمل على نظام الكتروني في مختبر "باسيفيك" نورث وست ناشونال" اضافة الى شركات ومختبرات تهدف الى تعليم النحل على "شم" المتفجرات واكتشاف الألغام. ويشارك في حملة استخدام النحل لتعطيل الألغام الأرضية، طالب تخرّج حديثاً من جامعة مونتانا يدعى بوب سيكومب أعرب عن دهشته من الاختبار وقال: "شيء مدهش عندما تعلّم النحلة ماذا تفعل". وأضاف: "دفعنا النحل الى التحليق عبر المتاهات وفي شبكة من الممرات المعقدة والمحيّرة". الصليب الأحمر الدولي يقدّر وجود بين 80 مليون و120 مليون لغم أرضي في 70 دولة في العالم، وان 60 شخصاً يقتلون يومياً او يبترون أو يتشوهون بواسطة انفجار الالغام المدفونة في الأرض. الباحثون جاءوا ب20 ألف نحلة في قفيرين الى حقل أرض في محاولة لاختبار شرائط معدنية رقيقة مربوطة بالنحل، لمدة 3 أيام. وحتى يسهل عمل النحل مع "شرائط الراديو"، ادخل النحل في براد تابع لمبنى للطلبة الداخليين في المعهد الأميركي لمدة 4 دقائق ثم ربطت الشرائط بعناية وحذر الى بطن النحل بملاقط صغيرة وشيفرة خاصة تحدد عمل كل نحلة على حدة بواسطة أجهزة حساسة مربوطة بقفير متحرك يسجل موعد انطلاقها واتجاهاتها وعودتها. ويركب في القفير "مقياس الطيف" الخاص حتى "يشم" النحل وجود بقايا من ال ت ان ت. الطالب برومنشنك وصف النحل بأنه يشبه "ممسحة طائرة لتنظيف الغبار" وان النحلة تلتقط نماذج من أي مكان تذهب اليه. والألغام الأرضية ترشح كميات قليلة من المتفجرات الى العشب الأخضر والمياه، وبقايا ال"ت ان ت" تأخذ طريقها الى بعض النباتات ايضاً ما يسهل عمل النحل في تعطيلها. وبعد الاختبار عاد النحل الى القفير حيث سجلت تحركاته في "أرض المعركة" أجهزة مرتبطة بشرائط الراديو ومثبتة داخل القفير.