CNN)-- تُجري شركة متخصصة بمجال التكنولوجيا الحيوية تجارب على لقاح جديد سيكون الأول من نوعه، مخصص لمواجهة فيروسات تصيب النحل، وذلك بعد التراجع المخيف في أعداد تلك الحشرة المفيدة بالولاياتالمتحدة وأوروبا، نتيجة لأسباب غامضة لم يتمكن العلماء من تحديدها بعد. وتنبع أهمية اللقاح من واقع أنه من دون النحل، فإن إنتاج العالم من الخضار والفاكهة والمكسرات سيتراجع بمقدار الثلث، وذلك دون الإشارة إلى النقص الذي سيصيب كميات العسل المتوفرة عالمياً، خاصة وأن هذا الخطر بات داهماً أكثر مما يعتقد، بعد الخسائر التي طالت قفران النحل حول العالم. ففي الولاياتالمتحدة، خسر النحالون 37 في المائة من قفرانهم عام 2008، وذلك بعدما خسروا 31 في المائة منها عام 2006، وذلك بحسب تقديرات وزارة الزراعة. ويطلق العلماء على ما تتعرض له القفران وصف "متلازمة انهيار القفران،" أو CCD ويظهر ذلك بنفوق النحل البالغ العامل خلال وجوده خارج القفير، غير أنهم عجزوا حتى الساعة عن معرفة ما إذا كان ذلك الشذوذ نتيجة لإصابة النحل بفيروس ما أو أنه ناجم عن أسباب أخرى. وفي هذا الإطار، تقول شركة "بي لوجكس" إنها طورت لقاحاً يمكنه مواجهة كل الفيروسات التي قد تسبب ظاهرة CCD، وذلك باعتماد الهندسة الحيوية. وتقوم الشركة على تعاون علمي بين إيال بن شانوش، 49 عاماً، وهو مختص بالشؤون التكنولوجية، وقد سبق له المشاركة في تصميم أول شريحة "بانتيوم" إلكترونية لشركة "إنتل،" وبين العالم آلان سيلا، 71 عاماً، الخبير في تتبع التركيبة الجينية للفيروسات التي تصيب النحل. ويقول بن شانوش: "لم يكن هناك الكثير من الاهتمام بصحة النحل من قبل، ومهمتنا تقتضي سد هذا النقص،" وفقاً لمجلة فورتشن. وذكر بن شانوش أن اللقاح الذي يحمل اسم "ريميبي" يخضع حالياً للتجربة، حيث يقدم لمجموعة من قفران النحل من خلال الغذاء، وبعد نجاح التجارب والحصول على الموافقة الرسمية، فسيطرح اللقاح في الأسواق بسعر دولارين للعلبة، علماً أن كل قفير بحاجة إلى علبة واحدة شهرياً. من جهته أعرب جيف بيتس، مدير مختبر أبحاث النحل في وزارة الزارعة الأمريكية عن تفاؤله بفرص نجاح "ريميبي" باعتبار أنه يستهدف مجموعة متنوعة من الفيروسات، وهو أمر مفيد في ظل جهل العلماء حتى الساعة للسبب الأساسي لما يتعرض له النحل. وأضاف بيتس: "لقد بدأ الوقت ينفد، وستتأثر سلسلة غذاء البشر قريباً (بفقدان النحل) ويبدو أن هذا اللقاح يستحق التجربة." يذكر أن مستوطنة النحل الواحدة، تضم نحو 20 ألف نحلة في فصل الشتاء، وترتفع إلى 60 ألف نحلة في الصيف.