تجاهل الأردن طلب إسرائيل التوسط لدى طهران لإطلاق اليهود المعتقلين في الجمهورية الإسلامية بتهمة التجسس "لئلا يفسد ذلك الزيارة" التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي لعمان بعد غدٍ السبت، وهي الأولى لمسؤول إيراني بهذا المستوى منذ قيام الثورة الإسلامية. ويولي المسؤولون الأردنيون أهمية كبيرة لهذه الزيارة التي يقابل خلالها خرازي الملك عبدالله الثاني وكبار أركان المملكة، للبحث في سبل تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة زبعاد التطورات الإقليمية. ويعتبر مسؤولون أردنيون أن تحسن العلاقات بين بلدهم وإيران هو "جزء من تحسن العلاقات العربية - الإيرانية". لكنهم لفتوا إلى أن هذا التحسن "لا يعني الإبتعاد عن الأشقاء في الخليج الذين ترى عمان إلى علاقاتها بهم علاقات استراتيجية". وكان الأردنوالبحرين أصدرا بياناً مشتركاً الأسبوع الماضي لمناسبة زيارة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، أمير البحرين، أكدا فيه دعم موقف الإمارات العربية المتحدة في نزاعها مع إيران على الجزر الثلاث المحتلة. وبدأ تحسن العلاقات بين الأردنوإيران، التي مرت بمرحلة من القطيعة أثناء حرب الخليج الأولى، منذ وصول الرئيس محمد خاتمي إلى سدة الرئاسة في طهران، والذي خاطبه الملك الراحل حسين مهنئاً في حينه ب"إبن العم" لإنتسابهما إلى العائلة الهاشمية. ويلتقي البلدان في مخاوفهما من تقسيم العراق. ويتطلع الأردن إلى تعزيز علاقاته التجارية مع إيران التي بدأت العام الماضي برحلات جوية منتظمة بين البلدين مرتين في الأسبوع. ويركز خصوصاً على تشجيع السياحة الدينية، إذ تضم المملكة مراقد لكثير من صحابة الرسول ص، فضلاً عن مرقد جعفر بن أبي طالب شقيق الإمام علي، والذي يحيي الشيعة في جواره ذكرى عاشوراء من كل عام. وكان البلدان تبادلا الهواجس الأمنية، إذ اتهم الأردن الجمهورية الإسلامية بدعم تنظيمات إسلامية متشددة، وطلب سابقاً ترحيل الرجل الثالث في السفارة الإيرانية علي باطني عام 1996 بعد إتهامه بالتحريض. فيما اتهمت إيران المملكة الهاشمية بإيواء عناصر معارضة من "مجاهدين خلق" وتقديم التسهيلات إليها. لكن مسؤولين في البلدين أكدوا "أن الملف الأمني أقفل" وأنهم ملتزمون تحسين العلاقات وتطويرها. وعشية وصول خرازي إلى عمان كشفت مصادر ديبلوماسية أن السفير الإسرائيلي في عمان طلب من المسؤولين الأردنيين التوسط لدى طهران لإطلاق المعتقلين اليهود في إيران بتهمة التجسس، إلا أن هؤلاء رفضوا التعليق على الطلب "لأننا لا نريد أن نفسد الزيارة"، كما قال مسؤول أردني ل"الحياة". وفي طهران رويترز كرر الرئىس الايراني محمد خاتمي، الذي يواجه انتقادات عالمية اثر اعتقال 13 شخصاً اتهموا بالتجسس لمصلحة اسرائيل، تعهده الدفاع عن حقوق الاقليات الدينية في ايران. راجع ص 2 و4