بدأ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس الثلاثاء زيارة لطهران هي الاولى لملك اردني منذ 25 عاما بهدف توطيد العلاقات بين البلدين والتباحث في الشؤون العراقية والفلسطينية. وكان خاتمي في استقبال العاهل الاردني الذي يرافقه رئيس الوزراء علي ابو الراغب ووزراء آخرون في الحكومة الاردنية. واستقبل خاتمي الملك عبدالله الثاني في حدائق قصر سعد آباد في شمال طهران حيث استعرضا حرس الشرف الايراني. ولم يدل الرئيس خاتمي والملك عبد الله اللذان وقفا امام عدسات المصورين بأي تصريح، قبل ان يعودا الى القصر حيث انضم اليهما المسؤولون الاردنيون ووزراء الدفاع والاستخبارات والصناعة الايرانيون. ولم يعلن في طهران عن البرنامج التفصيلي للزيارة التي تستمر حتى اليوم الاربعاء وينظر اليها في عمانوطهران على حد سواء على انها مرحلة مهمة في تعزيز العلاقات بين البلدين التي اعيدت العام 1991 بعد انقطاعها قرابة عقد من الزمن بسبب موقف العاهل الاردني الراحل الملك حسين الموالي للعراق خلال الحرب العراقيةالايرانية (1980-1988). وقالت وكالة الانباء الايرانية ان الملك عبدالله الثاني سيجري مباحثات مع خاتمي ومع وزير الخارجية كمال خرازي ومسؤولين آخرين. كما ذكرت الوكالة ان عبدالله الثاني سيلتقي بالمرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي. وستتمحور المباحثات حول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ودور طهرانوعمان في اعادة الاستقرار الى العراق. وقال وزير الاعلام الاردني نبيل الشريف لوكالة فرانس برس الاثنين ان الزيارة المقررة منذ وقت طويل على درجة كبيرة من الاهمية لانها تأتي في وقت حاسم تعيشه المنطقة. وقال الشريف ان على كل الدول الاسلامية ان تنسق جهودها وتتوافق على سبل مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة. وستطرح العلاقات الثنائية بلا شك على طاولة المباحثات. فبعد مرحلة القطيعة، تعززت العلاقات بين البلدين اثر اعتلاء الملك عبدالله العرش في شباط/فبراير 1999. لكنها عادت لتشهد بعض التوتر في 2002 اثر حادث دبلوماسي ادى الى استدعاء السفير الاردني في ايران. واتهمت الصحف الايرانية حينها السفير الاردني بسام العموش بالادلاء بتصريحات غير دبلوماسية عندما وجه التهمة لايران بالقيام باختراقات امنية على الاراضي الاردنية في تصريح لصحيفة اردنية. وقال مسؤول اردني قبل بدء زيارة الملك عبدالله ان هذه المرحلة باتت خلفنا، لقد تجاوزناها تماما. وعملت عمان دائما على التقليل من اهمية الامر، حتى وان لم يتم حتى الآن تعيين سفير آخر مكان بسام العموش. وقال وزير الاعلام الاردني ان الملك عبدالله سيبحث كذلك في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولا سيما في مجالي السياحة والتجارة. وتسعى الاردن الى اجتذاب السياح خصوصا انها تضم العديد من المواقع الاثرية التقليدية الشهيرة. وكان العاهل الاردني والرئيس الايراني محمد خاتمي التقيا للمرة الاولى على هامش قمة الالفية في نيويورك في ايلول/سبتمبر 2000 كما قامت ملكة الاردن رانيا العبد الله بزيارة لايران في تموز/يوليو 2000.