أكد السفير الأردني في طهران الشيخ نوح علي القضاة أمس أنه لم يستدع إلى الخارجية لتبليغه احتجاجاً رسمياً "أو حتى للاستيضاح" في شأن تصريحات العاهل الأردني الملك عبدالله تعلقت بإيران في حديثه إلى "الحياة" قبل وفاة الملك حسين. وقال السفير الأردني: "اتصل بيّ السيد همايون علي زادة مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية في اليوم ذاته الذي نسبت فيه تصريحات إلى الملك عبدالله وطلب مني توضيحات، فاتصلت بعمّان وحصلت على رد توضيحي من وزارة الخارجية الأردنية وأرسلت نسخة عنه بالفاكس إلى وزارة الخارجية الإيرانية، لكنني رأيت ان من واجبي ومن حسن التصرف أن اذهب إلى وزارة الخارجية الإيرانية مباشرة وبنفسي". وتابع القضاة "أوكد ان لا أحد طلب مني الذهاب إلى وزارة الخارجية، إذ لم استدع بصورة رسمية ولم تطلب عمّان مني ذلك. وعندما تحدثت إلى السيد همايون علي زادة أوضحت له موقفنا وردّ بلادي ولم أجد من المسؤولين في الوزارة سوى الترحيب والاستقبال الحسن، وأكدت ان الأردن، بقيادته ومسؤوليه، حريص على علاقات جيدة ومتقدمة مع الجمهورية الإسلامية، وان هذا هو الموقف الرسمي لجلالة الملك عبدالله". وكانت الاذاعة الإيرانية أكدت ان إيران احتجت على تصريحات العاهل الأردني التي وصفتها بأنها "غير ودية". وأشارت التصريحات إلى أن إيران "لا تزال تشكل خطراً على بعض الدول الخليجية". ونفى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ما ذكر عن احتجاج بلاده في يوم تشييع جنازة الملك حسين، مؤكداً أن "ذلك غير صحيح، لأن إيران لم تحتج، بل استدعت السفير الأردني للاستيضاح فقط قبل وفاة الملك حسين". وقال وزير الخارجية كمال خرازي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية، "نحن في انتظار توضيح رسمي من الحكومة الأردنية" في شأن تصريحات الملك عبدالله. وبرر عدم ارسال إيران وفداً للمشاركة في تشييع جنازة الملك حسين ب "ضيق الوقت". وقال: "لم نتمكن من ارسال مسؤول أو هيئة حكومية إلى عمّان". وينتظر عن يقدم خرازي تعازي إيران في مقر السفارة الأردنية في طهران اليوم. وكان الرئيس سيد محمد خاتمي أبرق إلى العاهل الأردني الجديد بتعازيه لوفاة الملك حسين. وقدم تعازيه إلى "الأسرة الهاشمية والحكومة والشعب الأردني"، وبعث خاتمي برسالة ثانية إلى الملك عبدالله هنأه فيها على توليه العرش الأردني. وأعرب عن رغبته في "تعزيز العلاقات الثانية"، وعن "الأمل في أن تتطور الروابط" في عهد الملك الجديد "أكثر من أي وقت مضى خدمة للأهداف العليا للأمة الإسلامية ومصالح البلدين".