استأنفت بعثة الأممالمتحدة الى الصحراء الغربية أمس عمليات تحديد الهوية للصحراويين تمهيداً للاستفتاء المتوقع بعد سنة. وأيد وفد برلماني بريطاني موقف الرباط من قضية الصحراء، فيما يعرض ولي العهد المغربي الأمير محمد في جنوب افريقيا موقف بلاده من هذه القضية. بدأت امس في الصحراء الغربية عمليات تحديد الهوية لتسجيل 65 الف شخص يتحدرون من اصول صحراوية لم تشملهم العمليات السابقة. وقالت مصادر من الأممالمتحدة ان الجولة الجديدة من العمليات تهدف الى وضع القوائم النهائية للمشاركين في الاستفتاء المقرر في نهاية تموز يوليو 2000. وستشمل لاحقاً عمليات تقديم الطعون لتصحيح القوائم. وتزامن بدء العملية مع نهاية جولة الموفد الدولي الى الصحراء الديبلوماسي ويليام ايلغتون، والتي شملت المغرب وموريتانيا والجزائر ومخيمات تندوف للبحث في تسريع الاستفتاء، خصوصاً استئناف عمليات تحديد الهوية والاعداد لعودة اللاجئين وتنفيذ الاتفاقات المبرمة في شأن نشر القوات والاجراءات المتعلقة بالاستفتاء. وفد بريطاني الى ذلك اعرب وفد من مجلس العموم البريطاني يزور المغرب حالياً تأييده لموقف الرباط في قضية الصحراء. وابلغت النائبة بديعة الصقلي اعضاء الوفد الذي يقوده اوستين ميتشيل وكيري بولارد ويضم اليهما نائبتين، ان حكومة الرباط تبذل مزيداً من الجهد "في اتجاه فهم افضل للقضية وفي اتجاه تغيير الموقف البريطاني". وكان الوفد اجتمع مع رئيس الوزراء السيد عبدالرحمن اليوسفي الذي تمنى عليه دعم موقف بلاده في شأن ايجاد صيغة جديدة للتعاون في قطاع الصيد البحري. وقال بيان رسمي ان اليوسفي عبَّر عن رغبة بلاده في استمرار العلاقات وتعزيزها مع بلدان الاتحاد الاوروبي، في وقت ينكب وزراء الصيد في البلدان الاوروبية على درس العلاقة مع المغرب. وفي اطار تكريس انفتاح الرباط على الدول الافريقية، بدأ ولي العهد المغربي الأمير محمد امس زيارة لجنوب افريقيا لتمثيل الملك الحسن الثاني في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد ثابو امبيكي وتوديع الرئيس السابق نيلسون مانديلا. وقال العاهل المغربي في برقية تهنئة الى الرئيس الجديد "نؤكد عزمنا على العمل معاً من اجل تقوية علاقات الصداقة والاحترام المتبادل، لما فيه مصلحة شعبينا والأمة الافريقية جمعاء". وأشاد بخصال مانديلا، في اشارة الى موقفه السابق ازاء عدم الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية، على رغم ضغوط عدة". القمة الافريقية وذكرت مصادر رسمية ان ولي العهد المغربي سيبحث مع المسؤولين في جنوب افريقيا في آفاق تطوير علاقات البلدين، خصوصاً في ضوء استضافة الجزائر المؤتمر المقبل لمنظمة الوحدة الافريقية، وابلغت مصادر رسمية الى "الحياة" ان المغرب لن يحضر اعمال القمة، كونه انسحب من المنظمة الافريقية منذ العام 1984، وان عودته رهن بتصحيح الوضع الحالي، في اشارة الى مساع بذلتها عواصم افريقية لتعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية". جهود مصرية الى ذلك، لاتزال الجهود التي بذلتها القاهرة لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر تتفاعل، وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية ان تصريحات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة واضحة، ورفض السيد عبدالعزيز سبع التعليق على الوساطة المصرية، في حين علم ان الجزائر بصدد الاعداد لمؤتمر وزراء الداخلية في بلدان غرب البحر المتوسط، وتوقعت مصادر مطلعة ان يكون المؤتمر فرصة مواتية للتحاور بين المسؤولين المغاربة والجزائريين، خصوصاً وان لقاءات المسؤولين في الداخلية تمت مرات عدة، في وقت كانت العلاقات بين البلدين يطبعها التوتر. من جهة اخرى يبدأ الوزير الفرنسي المكلف بالتعاون والفرنكفونية شارل جوسلان زيارة الى المغرب الجمعة المقبل، وسيجري محادثات مع وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ومسؤولين مغاربة لدعم مجالات التعاون.