تركز ادارة فريق اتحاد جدة الكروي حالياً على ايجاد مدرب مقارب او مساو للبلجيكي - الصربي ديمتري دافيدوفيتش الذي رحل الى الامارات العربية المتحدة لتدريب فريق الوحدة بطل الدوري. ورحيل مدرب او لاعب عن فريق حقق معه نجاحات يعد امراً عادياً في عالم الرياضة، الا ان وضع الاتحاد وديمتري بالذات شائك للغاية. فهو درب الاتحاد على دفعتين، الاولى قبل ثلاثة مواسم وحقق معه البطولات المحلية الثلاث في موسم واحد ثم عاد الموسم الماضي الى جدة بعد موسم واحد في الامارات ليحقق مع الاتحاد اربع بطولات من اصل ست خاضها منها بطولة اقليمية واخرى قارية عززت من مكانته الكروية في السعودية والمنطقة بشكل كبير. ويبدو ان البطولات التي حققها المدرب مع الاتحاد والتي حصل بموجبها على الرقم القياسي لمدرب عمل في السعودية كانت المشكلة التي وقعت فيها ادارة الاتحاد. فديمتري كان ذكياً للغاية في المرتين، فما ان ينتهي الموسم حتى يرحل خوفاً من عدم تحقيقه ما حققه في المرة السابقة. واللافت في موضوع ديمتري والاتحاد هو الشكل الفني للفريق... فعلى الرغم من انه حقق اربع بطولات الموسم الفائت الا ان الشكل الجمالي للفريق لم يكن بتلك الصورة التي كان عليها الشباب او الاهلي مثلاً. لكن الفريق كان يفوز في النهاية، وهو الامر المهم في الرياضة، لانه كان يركز على عاملين اساسين، الاول هو ما يركز عليه جل مدربي كرة القدم الاوروبيين اي اللياقة البدنية التي تميز وبفارق شاسع لاعبي الاتحاد عن نظرائهم في الاندية الاخرى، والثاني الدقة في التبديل اثناء المباريات، الامر الذي لا يتقنه الكثيرون، كالتغييرات التي اجراها في مقابلته مع الشباب في نصف نهائي الدوري بعدما كان متخلفاً في الشوط الاول. وارجاع الفضل كله لديمتري في بطولات الاتحاد فيه اجحاف كبير في حق لاعبيه اولاً وحق ادارته ثانياً وهي التي تدير الفريق بعقلية متقدمة للغاية عز نظيرها ليس في السعودية بل في المنطقة العربية ككل. فهي من جهة لم تتردد في جلب المميزين من الاندية السعودية الاخرى مثل حمزة ادريس الذي افاد واستفاد. أفاد عندما سجل كثيراً وفي مناسبات مهمة آخرها الهدف الوحيد في نهائي كأس الدوري والذي حصل الفريق بموجبه علي البطولة، واستفاد من خلال العودة الى صفوف المنتخب السعودي الاول... والكلام ينسحب علي حسين الصادق الحارس الثاني في السعودية وعلى سليمان الحديثي وغيرهم. وهي من جهة اخرى لم يكن ينقصها الحزم والشدة في دلال المغربي المميز احمد بهجا ليعود الى وعيه وانضباطه قبل ان تغلق ملفه في النهاية ببيعه لنادي الوصل الاماراتي بمبلغ وصل الى حدود المليون دولار بعدما استنفذ الفريق عصارة موهبة بمبلغ يكفي لجلب آخر في مستواه. ولم تكن ادارة الفريق لتنجح في مسعاها لولا وجود رجال اعمال يدفعون في السر لرفعة الاتحاد ومن دون اي رغبة في الظهور خلافاً لما يفعل الآخرون. وعطفاً على سلوك ادارة الفريق في الموسم الماضي، يبدو انها ستنجح مثلما نجحت في السابق في اختيار مدرب من طينة ديمتري ذاتها ومحترفين اجانب على شاكلة بهجا الذي نجح مع الفريق كما لم ينجح احد غيره.