رغم إنها المرة الأولى التي يتواجه فيها مدرب نادي الاتحاد البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش بنظيره في نادي الهلال الأرجنتيني غابريال كالديرون إلا أن هذه المواجهة ستحمل كل عناوين الإثارة بين المدربين حينما يلتقي الفريقان في ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم اليوم في جدة. وتأتي أول عناوين الإثارة بين المدربين كونهما يقودان أكثر فريقين إنجازاً في سجلات الكرة السعودية؛ خصوصاً في العقدين الأخيرين، ما يعني أن أية مواجهة بينهما تنسحب على كل الأمور بما فيها مواجهة مدربيهما، إذ تظل الأنظار شاخصة باتجاه كل أدوات المواجهة، وأهمها المدربان. وبالإضافة إلى ذلك فإن لمواجهة ديمتري وكالديرون دلالات أخرى كثيرة تعزز من عناوين الإثارة، منها المكانة التي يحظى بها المدربان في الناديين الكبيرين، فديمتري الذي عرفه الاتحاديون منذ تسعينيات القرن الماضي يعد أهم مدرب في تاريخ النادي، أما كالديرون وهو حديث العهد ب"الزعيم" فقد حاز علامة الرضا لدى كل الهلاليين رغم أنه حضر للفريق كمدرب طوارئ على خلفية رحيل المدرب البلجيكي غيريتس. ويعد ديمتري الذي يلقبه الاتحاديون ب "الداهية" المدرب أكثر مدرب قاد الفريق لتحقيق البطولات طوال تاريخ النادي؛ إذ حقق معه ثماني بطولات مختلفة، منها ثلاث بطولات في موسم 1997، و أربع بطولات في موسم 1999 وهي البطولات التي وصفها الاتحاديون ب "ثلاثية القرن" و "رباعية القرن"، بالإضافة إلى بطولته الأخيرة حينما حقق لقب الدوري في العام 2006. أما كالديرون فيعد المدرب الأفضل من بين كل مدربي الأندية السعودية هذا الموسم، إذ استطاع أن ينتزع حتى الآن ثلثي كعكة البطولات السعودية بتحقيقه بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، بالإضافة إلى عبوره مع الفريق إلى الدور الثاني لدوري أبطال آسيا، وهو ما نصبه المدرب الأول بلا منازع. وتتشابه ظروف المدربين البلجيكي والأرجنتيني من جهة أن كليهما حضر للناديين كمدربي إنقاذ، ففي حين استنجدت إدارة الاتحاد بديمتري قبل أيام قلائل ليقود الفريق عوضاً عن المدرب البرتغالي توني أوليفيرا الذي أقيل من منصبه، بعد المستويات المتواضعة التي ظهر بها الفريق معه، فإن إدارة الهلال تعاقدت في أكتوبر الماضي مع كالديرون بعد رحيل مدرب الفريق السابق البلجيكي غيريتس الذي اتفق مع الهلاليين على المغادرة لتدريب منتخب المغرب، لتكون أولى مبارياته مع الفريق في الجولة ال 13 في دوري (زين) حينما قاده أمام نجران. ويلتقي المدربان اليوم بعد أن عاشا نشوة كبيرة نهاية الأسبوع المنصرم، ففي حين توج كالديرون مع فريقه الجمعة الماضية ببطولة الدوري دون خسارة، فإن ديمتري استطاع ان يلحق بالنصر هزيمة ثقيلة قوامها خمسة أهداف مقابل هدفين في الجولة الأخيرة للدوري، وهي المباراة الثانية له منذ حضوره حيث تعادل في المباراة الأولى مع الشباب بهدف لكليهما، وجاء الفوز على النصر ليعزز الثقة فيه اكبر لدى أنصار "العميد". ورغم النشوة التي عاشها ديمتري وكالديرون إلا أن القلق سيرمي بثقله عليهما اليوم باعتبار ان المباراة لها وضع خاص، فهي تلعب بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة ما يعني أن لا مجال لتعويض الخسارة، إذ إنها ستقتلع صاحبها من البطولة الآسيوية الكبرى، وهي البطولة الأكبر التي يتطلع الفريق لتحقيها، ما يعني أن الفائز فيها سيزيد من رصيده لدى أنصار النادي، أما الخاسر فإنه سيبدد كثيراً مما حصده، وقد يدفع ضريبة باهظة بسببها.