أفسد دخول الكتيبة الروسية المفاجئ الى بريشتينا احتفالات الحلف الأطلسي بالنصر في حرب البلقان. ورفضت موسكو سحب جنودها، على رغم المفاوضات الطويلة التي خاضها نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت مع المسؤولين الروس. راجع ص8 واصدر الرئيس بوريس يلتسن امراً بترقية قائد الكتيبة الى رتبة اعلى، مكافأة له على "هذا العمل الفذّ". وقلّل الاطلسي وواشنطن من اهمية الخلاف بين الطرفين، ومن المنتظر ان يتحدث الرئيس بيل كلينتون الى يلتسن هاتفياً اليوم لوضع حدٍ لهذه المشكلة. في غضون ذلك تدفق جنود الاطلسي على كوسوفو، فدخلت قوات بريطانية ومعها عدد من الجنود الاميركيين، كما وصلت الى الاقليم قوات فرنسية، وكانت القوات الالمانية في طريقها الى بريشتينا. في موسكو تضاربت التصريحات الروسية في شأن دخول الجنود الروس الى بريشتينا، ففيما اعلن وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان دخولهم "كان خطأ" وانه سيعمل مع الجهات المسؤولة على سحبهم من المدينة، ردّت عليه وزارة الدفاع بأن تحريك الكتيبة أتى بناء على "اوامر عليا". ولم يصدر اي تأكيد او تكذيب رسمي لتصريح ايفانوف الذي اعرب فيه عن "الاسف" وقال ان الأوامر صدرت بسحب القوات فوراً. وابلغ مصدر عسكري روسي "الحياة" ان موسكو عجلت في ارسال قواتها الى كوسوفو بعد حصولها على معلومات في ان الحلف الاطلسي يسوّف في المفاوضات المتعلقة بنشر الوحدات الروسية بغية ادخال قواته اولاً ووضع موسكو امام الامر الواقع. في واشنطن اعرب الرئيس بيل كلينتون عن امله في حلّ في ان يتوصل الاطلسي وموسكو الى اتفاق في شأن انتشار القوات الروسية. وقال في خطاب بعد ظهر امس في جامعة شيكاغو ان الولاياتالمتحدة مستمرة في العمل مع روسيا للتوصل الى ترتيبات تتعلق بمشاركتهم في القوة الدولية. وأكد ان واشنطن "ترحب" بمشاركة الروس، و"نعتقد بأن لهم دوراً مهماً يلعبونه". ومن المتوقع ان يتصل كلينتون بيلتسن هاتفياً اليوم للتداول في هذا الامر. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي مايكل هامر ان واشنطن غير قلقة من الوجود الروسي في كوسوفو، وان هناك قوات روسية في مطار بريشتينا وأخرى اطلسية في المدينة "ولا نتوقع اي مشكلة". من جهته اشار وزير الدفاع الاميركي وليم كوهين الى ان دخول القوات الروسية الى بريشتينا خلف بلبلة وان العمل يجري الآن في موسكو وسكوبيا للتوصل الى ترتيبات لمشاركة روسيا في القوات الدولية. وشدد كوهين في مؤتمر صحافي عقده امس على القول ان المطلوب "قيادة ومرجعية واحدة" للقوات. واستمر امس تدفق قوات الحلف الاطلسي من الاراضي المقدونية على كوسوفو فدخل حوالى سبعة الاف جندي يشكلون طليعة القوات التي سيبلغ قوامها 50 الف عسكري، وتركزت مهمة الوحدات الطليعية على تأمين الطريق الرئيسي التي تربط الحدود المقدونية ببريشتينا. وتزامن دخول الجنود الفرنسيين مع دخول البريطانيين فجر امس، بعدما اصدر اوامره اليهم قائد القوات الدولية الجنرال البريطاني مايكل جاكسون، وكان في عداد الجنود البريطانيين عدد من الاميركيين الذين ما زالوا يستعدون لدخول الاقليم من مقدونيا.