أبلغ الرئيس الروسي بوريس يلتسن نظيره الاميركي بيل كلينتون ان الرئيس اليوغوسلافي لن يتراجع امام الضربات الاطلسية كما ان موسكو لن تسمح بأن تتحول يوغوسلافيا محمية للغرب، عارضاً وساطة روسية بين الجانبين، ومنتقداً في الوقت نفسه "تعنت" بلغراد. جاء ذلك في ظل انشقاق في اسرة الدول المستقلة القائمة على انقاض الاتحاد السوفياتي التي يستعد عدد من دولها لاقامة تكتل مناوىء لموسكو والمشاركة في احتفالات الاطلسي بخمسينيته في واشنطن هذا الاسبوع راجع ص7. وفي وقت كثف الشركاء الاطلسيون جهودهم لوقف امدادات النفط والوقود التي تؤمن استمرار الحركة للجيش اليوغوسلافي، اكد مسؤولون في وزارة الدفاع الروسية ان معلوماتهم تفيد بأن الاطلسي يحضر لاقامة حزام امني للالبان جنوب كوسوفو على ان يجري لاحقا تحديد وضع قانوني لهذا الحزام. وأصابت صواريخ الاطلسي محطة للاتصالات قرب بريشتينا امس، في اليوم السابع والعشرين من العمليات العسكرية التي يشنها حلف الاطلسي ضد يوغوسلافيا. وأعلن الحلف ان عدد الفارين من كوسوفو بلغ 630 ألفاً. وأفيد ان معارك عنيفة تدور بين القوات اليوغوسلافية وجيش تحرير كوسوفو في جنوب غربي الاقليم وشماله وان اعداداً كبيرة من الالبان المختبئين داخل كوسوفو معرضون للخطر، بينما أسر المقاتلون الألبان ثلاثة جنود يوغوسلافيين ومتطوعاً روسياً. وفي واشنطن، اكد الرئيس بيل كلينتون امس عزمه على الطلب من الكونغرس فتح اعتمادات طارئة اضافية لتمويل الحملة الجوية الاطلسية ضد يوغوسلافيا ومساعدة اللاجئين الكوسوفيين والدول المجاورة خصوصاً البانيا ومقدونيا. وتبلغ قيمة هذه الاعتمادات نحو ستة بلايين دولار. وقال كلينتون انه سيطلب من الكونغرس فتح الاعتمادات التي ستقتطع من فائض الموازنة لتمويل "حاجاتنا العسكرية والانسانية للعملية في كوسوفو". وأضاف ان الاعتمادات المطلوبة هي لدعم استمرار الحملة الجوية حتى تحقق اهدافها مع المحافظة على الاستعدادات العسكرية الرفيعة المستوى، اضافة الى تقديم المساعدات الانسانية الى آلاف اللاجئين والدول المجاورة التي عانت من النزاع. وحدد كلينتون هذه الدول كالآتي البانيا ومقدونيا وبلغاريا ورومانيا. وتوقعت مصادر الكونغرس ان يشمل طلب كلينتون فتح اعتمادات لوزارة الدفاع مقدارها 5.45 بليون دولار حوالى 491 مليون دولار كمساعدات انسانية. الى ذلك، كشف مسؤول في مجلس الأمن القومي ان المحادثات الهاتفية بين كلينتون ويلتسن، تركزت على البحث في الجهود المشتركة وتبادل الأفكار وما يمكن عمله للتوصل الى حل. وأضاف المسؤول ان الزعيمين تناولا مهمة المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين على ضوء المعلومات عن اقتراب موعد زيارته لبلغراد.