طهران - أ ف ب - قال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ان العراق يفتقر الى "الارادة السياسية" للتقارب مع ايران على رغم استعداد بلاده لحل خلافها مع هذا البلد "بشكل ودي"، ورأى ان الولاياتالمتحدة تبرهن على "واقعية أكبر" حيال ايران لكنها ما زالت بعيدة جدا عن الاوروبيين الذين تشهد العلاقات معهم "تحسنا واضحا". وحذر خرازي في مقابلة نشرتها الطبعة الدولية من صحيفة "كيهان" باللغة الانكليزية أمس من "ان التطبيع مع العراق لن يتحقق طالما لم تتوفر الارادة السياسية من جانب بغداد". واعرب خرازي عن الاسف "لان السلطات العراقية لا تثق حتى بنفسها" ولانه "لا يمكن التكهن بتصرفات" الحكومة العراقية. واكد الوزير الايراني ان الجمهورية الاسلامية "مستعدة لحل المشاكل المتبقية مع العراق بشكل ودي" معربا عن اسفه للعوائق الكثيرة التي تعترض سبيلها في هذا الاتجاه، مشيراً الى ان العراق "يعاني من مشاكل كثيرة" لكنه قال "اننا نرغب في القيام بما نملك لتخفيف معاناة الشعب العراقي الا ان جهودنا ستكون محدودة طالما استمرت العقوبات على بغداد". يشار الى ان البلدين لم يوقعا اي معاهدة سلام بعد على رغم مرور احد عشر عاما على انتهاء الحرب التي اندلعت بينهما عام 1980 واستمرت ثماني سنوات. وتعتبر قضية اسرى الحرب من ابرز القضايا العالقة بين البلدين على رغم جهود اللجان المشتركة وعمليات اطلاق الاسرى وتبادل الرفات التي جرت. وتقول ايران ان عدد اسراها لدى العراق يبلغ 2806، فيما تؤكد بغداد ان 20 ألف عراقي ما زالوا في ايران. ويتبادل البلدان الاتهامات بمساندة الحركات المعارضة للنظامين. وفي العلاقة مع الولاياتالمتحدة قال خرازي: "نلاحظ واقعية اكبر من جانب الادارة الاميركية لكن اوروبا تبقى بالتأكيد اكثر واقعية من الولاياتالمتحدة في هذا المجال"، ولاحظ ان "الاميركيين غيروا لهجتهم لكنننا ما زلنا لا نرى تغييرا في سلوكهم". وأكد ان استئناف العلاقات الديبلوماسية لا يمكن ان يتم قبل ان "تنظر واشنطن الى ايران على اساس الاحترام المتبادل وهذا ما لم نره حتى الان" وقال ان العلاقات مع الاتحاد الاوروبي في المقابل "دخلت مرحلة حوار بناء وشامل على اسس سليمة واحترام متبادل"، مضيفاً ان العلاقات بين دول الاتحاد الاوروبي وطهران "في تحسن واضح" مما يثبت ان "سياسة الانفراج التي نتبعها نجحت". وحيا خرازي تحسن العلاقات مع المانيا التي دعت الرئيس محمد خاتمي الى القيام بزيارة رسمية في موعد لم يحدد حتى الان. وأكد "نحن مستعدون لعلاقات افضل مع بون". ورداً على سؤال عن ارجاء زيارة خاتمي الى باريس الى اجل غير مسمى بسبب خلاف حول تقديم النبيذ في حفلات الاستقبال الرسمية، أكد خرازي انه "ما زالت هناك مصلحة مشتركة في ان تتم هذه الزيارة".