تجاوزت تونس وليبيا الزوبعة التي ثارت في الايام الماضية في شأن مطالبة طرابلسالتونسيين الراغبين بدخول الاراضي الليبية بالحصول على التأشيرة. وأفاد مصدر تونسي رفيع المستوى امس ان المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس زين العابدين بن علي والزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء اول من امس طوت صفحة التساؤلات التي أثيرت في تونس في شأن وجود قرار فرض التأشيرة على التونسيين. واوضح المصدر ان المكالمة بين بن علي والقذافي تطرقت الى آفاق تطوير العلاقات في المرحلة المقبلة بعد تعليق العقوبات الدولية التي كانت ليبيا تخضع لها وتركزت على ضرورة استثمار الامكانات المتاحة لتكريس التكامل بين اقتصادي البلدين. وكان بن علي عبّر في تصريحات صحافية مطلع الاسبوع عن "اسفه" لكون قرار فرض التأشيرة الذي اتخذته السلطات الليبية في حق المواطنين العرب "يشمل التونسيين ايضاً" الا ان مصدراً ليبياً حسن الاطلاع افاد "الحياة" ان التونسيين تلقوا تطمينات رسمية بأنه لا تغيير في نظام المعاملة الساري حالياً في حق التونسيين والقائم على حرية انتقال المواطنين بين البلدين. ونفى القائم بالاعمال الليبي في تونس السيد علي التير ان تكون السلطات الحدودية الليبية طلبت من المسافرين التونسيين الحصول على التأشيرة. وأفاد "ان التأشيرات التي الغيت منذ اثني عشر عاماً لم يعد العمل بها في اي وقت من الاوقات على رغم الاشاعات التي ظهرت هنا وهناك، وان المهم في هذه المرحلة هو التركيز على استكمال المشاريع المشتركة التي اتفق البلدان على اقامتها". وقال مسافرون وصلوا الى تونس من الحدود الليبية امس ان تدفق المسافرين في المركز الحدودي رأس جدير عادي، ولم يلاحظوا تغييراً في اسلوب معاملة التونسيين الذين لا يحتاجون الى تأشيرات لدخول ليبيا. ويعتبر مركز رأس جدير بوابة العبور الوحيدة بين تونس وليبيا حتى الآن على رغم انهاء الحظر الجوي، لأن الشركتين التونسية والليبية لم تعاودا الرحلات المنتظمة بين العاصمتين "لاسباب فنية" تتعلق اساساً بادخال اصلاحات ضرورية على مطار طرابلس وتحديث اسطول الطائرات الليبية. واكد القنصل العام الليبي في تونس السيد رمضان عبدالعزيز ل"الحياة" انه لم يمنح تأشيرات لمواطنين تونسيين لزيارة ليبيا "كون التونسي يدخل ويخرج من ليبيا ساعة يشاء وبجوازه العادي". وافادت مصادر طبية ان مستوى تدفق الليبيين الذين يأتون الى المستشفيات الخاصة التونسية بأعداد كبيرة للتداوي لم يتغير، وتوقعت ان يتكثف بعد معاودة الرحلات المباشرة بين البلدين. زيارة الملك عبدالله من جهة اخرى افادت مصادر اعلامية ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني سيزور تونس اواخر الشهر الجاري في اطار استكمال جولته العربية.