قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب إيهود باراك إحاطة نفسه بشخصيات عسكرية تولت مناصب رفيعة في الجيش الإسرائيلي، اذ عين ثلاثة منهم في المناصب السياسية المهمة في مكتبه، مثيرا انتقادات شديدة في أوساط قائمته الحزبية "اسرائيل واحدة". وأعلن باراك انه عين الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية موساد اللواء احتياط داني ياتوم رئيسا ل "هيئة رئيس الحكومة" في مكتبه، وهو منصب جديد استحدثه لتنسيق جميع النشاطات في المواضيع السياسية والأمنية. ويبدو أن الهيئة الجديدة ستعمل بشكل منفصل عن "مجلس الأمن القومي" الذي استحدثه رئيس الحكومة الإسرائيلية الخارجة بنيامين نتانياهو برئاسة اللواء احتياط دافيد عبري قبل أسابيع. واختار باراك مستشاره للشؤون السياسية ضابط عسكري آخر هو العميد احتياط تسفي شتاوبر الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي في قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي. وقالت مصادر اسرائيلية أن ياتوم سيكون مسؤولا عن شتاوبر وعن السكرتير العسكري للحكومة. وأقيل ياتوم من منصبه قبل نحو عامين إثر الفشل الذريع الذي مني به "موساد" خلال محاولة اغتيال مسؤول المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الاردن خالد مشعل. ونقلت مصادر صحافية غربية أن باراك اجتمع اخيرا مع نائب رئيس جهاز "موساد" عميرام ليفين، وأعلمه أنه ينوي تعيينه رئيسا للجهاز بدلا من رئيسه الحالي أفرايم هليفي. وذكر في اللقاء المذكور أسماء عدد من الشخصيات الفلسطينية المنخرطة في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس منها محمد ضيف المطلوب رقم واحد وعماد العلمي الذي وصف بأنه رئيس الذراع التنفيذي لحركة "حماس" في الخارج، ومشعل الذي لا يزال "موساد" يعتقد بضرورة ضربه، إضافة الى عماد المجنية، أحد كبار مسؤولي "حزب الله" اللبناني. وسيعين باراك المحامي اسحق هيرتسوغ نجل رئيس الدولة العبرية السابق في منصب سكرتير الحكومة خلفا لديفيد بار إيلان، وهو من الشخصيات المعروفة بولائها المطلق لحزب العمل الذي يتزعمه باراك . واختار باراك أن يضم العسكريين الى حلقته المصغرة تمشيا مع شخصيته العسكرية شغل منصب رئيس أركان الجيش قبل تفرغه للعمل السياسي أواخر العام 1995 التي لا تحب السياسيين او الأحزاب. وسيجد باراك الذي أعلن أنه سيحتفظ بحقيبة وزارة الدفاع، صعوبة بالعمل مع الشخصيات السياسية في حزبه أمثال يوسي بيلن الذي يتطلع لتولي وزارة الخارجية وشمعون بيريز الذي لا يدري باراك ماذا سيفعل به. ونقلت مصادر اسرائيلية عن اسرائيليين في قائمة "اسرائيل واحدة" قولهم إن باراك "لم يصبح مدنيا منذ أن تسرح من الجيش ... إنه يفكر كعسكري ويعمل كعسكري ولم يستطع أن يكيف نفسه على نمط التفكير المدني". وشرع باراك في تعيين طاقم عمله الخاص في الوقت الذي لاتزال فيه المفاوضات مع الاحزاب الاخرى بهدف تشكيل حكومة إئتلافية واسعة، تزحف ببطء. وفي هذا السياق، ألغى الرئيس الموقت لتكتل ليكود أرييل شارون اجتماعا كان مقررا عقده مع باراك أمس بسبب الخلاف على مكان الاجتماع حيث رفض شارون أن يتم اللقاء في مقر "العمل" لإنقاذ ما تبقى من كرامة هذا الحزب الذي يبدو، رغم كل الاعتراضات الداخلية، انه سيمضي قدما في الانضمام الى حكومة باراك. وكانت حركة "ميريتس" أول الاحزاب التي التقاها باراك أمس في مستهل مشاركته المباشرة في المفاوضات الإئتلافية. وبعد إلغاء اللقاء مع شارون التقى باراك مع ممثلي حزب المتدينيين القوميين المفدال ومسؤولي حركة اليهود الروس "يسرائيل بعليا" وهؤلاء مجتمعين من ضمنهم ليكود من المرجح أن ينضموا الى حكومة باراك الذي، بعقليته العسكرية، لم يشاور حتى الان زملاءه في الحزب في شأن الحقائب الوزارية التي يبدو عددها قليلا مقارنة بعدد الواقفين في الانتظار.