أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك عزمه الاحتفاظ بحقيبة وزارة الدفاع "لقيادة الصراع الصعب في شأن المسؤولية السياسية والامنية" في العامين الاوليين من عهده وتنفيذ التزامه الانسحاب من الجنوباللبناني قبل شهر حزيران يونيو عام 2000. واكد باراك في مقابلات مع الصحف الاسرائيلية انه سيطلع على ما نُفذ وما لم يُنفذ في اتفاق اوسلو، وانه سيحتفظ بوزارة الدفاع لنفسه "لضمان عملية التنسيق بين الحكومة والجيش" في المفاوضات التي سيخوضها مع الجانب الفلسطيني في المرحلة المقبلة. وقال باراك في رده على سؤال عن المستوطنات في الاراضي الفلسطينية: "مسألة الارتباط والصلة بأرض اسرائيل تعتبر بالنسبة الي مسألة اولية رئيسية، فكلما مررت ببيت ايل مستوطنة على مشارف مدينة البيرة أتذكر وضع الحجر الاول فيها، وانا لا اذكر نفسي بصورة اخرى. وفي كل مرة أمرّ بافرات مستوطنة كبيرة على مشارف بيت لحم افكر بذلك الشخص الذي بدأ برعي الاغنام من المستوطنين الاوائل. وفقدان مواقع واجزاء من ارض اسرائيل يعتبر بالنسبة الي تمزيق فظيع". لكنه اضاف: "هنالك اماكن ليست بيت ايل وافرات، واعرف انني سأضطر لاتخاذ قرارات في شأنها، وهذا أحد اسباب حاجتنا الى حكومة موسعة ... وهذه احدى العبر التي استخلصتها من حكومة اسحق رابين الضيقة". وأشار باراك الى انه سيشكل حكومة "ضيقة" من اجل تمرير قانون في الكنيست البرلمان الاسرائيلية يسمح بتوسيع هذه الحكومة من 18 الى 24 وزيرا ليتسنى بعدها "التفرغ لتشكيل حكومة واسعة". واوضح باراك انه سيتوصل الى "اتفاق ائتلافي" من دون ان يعني ذلك تعرضه "لابتزاز فردي". واضاف: "انت لا تستطيع مواجهة الرئيس ياسر عرفات حين تكون خاضعا لسياسي من حزب قطاعي طائفي من هنا وهناك". وعن احتمالات التشكيلة الائتلافية، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب انه لن يتفاوض مع زعيم حركة "شاس" الدينية، الا انه اكد ان "شاس حركة سياسية واجتماعية مشروعة ولا يوجد سبب لعدم انضمامها الى الحكومة". ووصف باراك نفسه بانه "انسان واقعي ... يصل الى السلام ليس من خلال مراجعة النبوءات القديمة للانبياء ميخا ويشعياهو وانما من خلال الواقع ومجرياته ... انا أومن بالسلام من موقع القوة وفي الشرق الاوسط لن تكون هناك فرصة ثانية للضعفاء". وفي رده على سؤال هل لديه معلومات عن امكان عقد اتفاق للخروج من لبنان، اجاب: "لا، لكن لدي تقدير واعتقاد بأن هذه المسألة ضرورية ولذلك اراها ممكنة". واضاف انه يسعى الى "تجنيد دعم دولي لاتفاق يضمن سحب الجيش الاسرائيلي في الجنوب" اللبناني. واضاف انه ينوي استئناف المفاوضات مع سورية وتغيير المقاييس والمعايير للعمل في جنوبلبنان. وعلى الصعيد الداخلي، اعلن باراك انه سيعمل على سن دستور للدولة العبرية التي لا زالت تعيش من دون دستور بسبب معارضة اليهود المتدينيين وغير المتدينيين وضع قوانين ارضية بدل القوانين السماوية المستقاة ممن التوراة. وقال ان المجتمع الاسرائيلي منقسم جدا على ذاته وان هذا المجتمع "سيصل الى حال التضامن فقط اذا تم وضع قوانين عادلة ونزيهة للعبة". وفي اجتماعه الاول مع اعضاء حزبه في قائمة "اسرائيل واحدة" امس، قال باراك انه سيبدأ مشاوراته مع الاحزاب المختلفة بعد الانتهاء من "عيد نزول التوراة" الاحد المقبل. وأشارت مصادر صحافية اسرائيلية ان باراك يميل فعلا الى اقامة "حكومة وحدة وطنية" تضم تكتل "ليكود" بعد خروج بنيامين نتانياهو منه وحزب اليهود الروس "يسرائيل بعليا" وحزب ميرتس اليساري، على ان يبقي الباب مفتوحا لضم حزب "شاس" الديني، وذلك بابعاده حزب "شينوي" العلماني عن التوليفة الحكومية. واشارت المصادر الى ان باراك سيبقي وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي آرييل شارون في منصب وزارة الخارجية في حكومته المقبلة، فيما سيعين رئيس اركان الجيش السابق ميتان فلنائي، الذي انضم الى صفوف حزب العمل قبيل الانتخابات، في منصب نائب وزير الدفاع.