ينتقل الرئيس السوداني عمر البشير الى مصر اليوم بعد زيارة لليبيا ناقش خلالها علاقات بلاده مع رؤساء أريتريا وأوغندا وجمهورية الكونغو الذين وصلوا الى طرابلس تلبية لدعوات مماثلة من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. واعتبر البشير في تصريحات صحافية ان "الانفراج الواضح في علاقات السودان الخارجية" خلال أسبوع "نتيجة للقرارات الاخيرة" التي شملت حل البرلمان وفرض قوانين الطوارئ بهدف اقصاء زعيم الحزب الحاكم الدكتور حسن الترابي. وينتظر أن ينتقل البشير اليوم الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك. وتردد في الخرطوم أن البشير يرغب في لقاء قادة المعارضة السودانية في العاصمة المصرية. تفاصيل ص 5 وتتزامن محادثات البشير في القاهرة مع عودة رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني الى مصر، مما زاد التكهن باحتمال لقائه البشير برعاية مصرية. واوضح مسؤولون في الحزب الاتحادي ل"الحياة" ان لا علم لهم بوجود ترتيبات لمثل هذا اللقاء، فيما رجح ديبلوماسيون سودانيون حصول اللقاء. وكشف هؤلاء ان اتصالات جرت مع الميرغني عبر وسطاء للاتفاق على الترتيبات، وعُلم ان القاهرة نصحت الميرغني بوصفه زعيماً للمعارضة السودانية بفتح حوار مع البشير. وكان البشير عرض أول من أمس تشكيل "جبهة وطنية عريضة" رفضها "الاتحادي". وقال مسؤول في حزب الامة أ ف ب "لم يجر اتصال مباشر مع الخرطوم في هذا الشأن". وأوضح الناطق باسم الحزب صلاح جلال: "نحن لا نعترض مبدئيا على اللقاء في القاهرة، لكن الامر يتعلق فقط بعملية علاقات عامة من جانب البشير ولن يؤدي الى أي نتيجة ملموسة". وقال البشير قبل مغادرته الخرطوم الى طرابلس في أول رحلة منذ اندلاع الازمة مع الترابي، انه لا يعتزم توقيع اتفاق دفاع مشترك في القاهرة أو طرابلس، أو تشكيل حكومة قومية موسعة في الفترة المقبلة. وأضاف أن زيارته لطرابلس "تتعلق بعلاقة السودان مع جيرانه"، وأنه سيلتقي خلالها الرؤساء أساياس أفورقي أريتريا ويويري موسيفيني أوغندا ولوران كابيلا جمهورية الكونغو الديموقراطية. وأضاف أن الانفراج الواضح في علاقات السودان الخارجية كان نتيجة لقراراته الاخيرة. وأفاد مسؤولون سودانيون أن كابيلا وموسيفيني وأفورقي الذين أبدوا ارتياحهم الى قرارات البشير سيضعون برنامج تعاون مشترك بين الدول الاربع في حضور القذافي. وتتوقع القاهرة ان يعلن البشير اليوم اجراءات وخطوات من شأنها التعجيل بخطى المصالحة الوطنية في السودان، وانهاء الخلافات العالقة مع مصر في اطار التقارب بين البلدين بعد التطورات الأخيرة في الخرطوم. وعقد مسؤولون مصريون وسودانيون اجتماعاً امس للترتيب لزيارة البشير التي تعد الاولى منذ اكثر من ثلاث سنوات. وعلم ان الرئيس السوداني سيصل الى القاهرة بعد الظهر، وتجرى له مراسم استقبال رسمية في احد القصور الرئاسية القريبة من المطار ثم يعقد جلسة محادثات ثنائية مع الرئيس مبارك، ثم يستكمل معه المحادثات على مأدبة افطار يقيمها الرئيس المصري تكريماً له. من جهة أخرى، بدأت محاولات وساطة لانهاء خلافات داخل الحزب الاتحادي بعد انتقاد قياديين في الحزب سيطرة الميرغني عليه. والقياديان هما مسؤول الاعلام في "التجمع" فاروق احمد آدم والوزير السابق ميرغني عبدالرحمن سليمان. ويقوم بالوساطة مسؤول هيئة "الختمية" تاج السر منوفلي ورجل الاعمال السوداني علي عبدالكريم بعدما رفض آدم وميرغني مساعي قام بها قياديون من الحزب في القاهرة. وقال آدم ل"الحياة": "اذا كان الميرغني يريد الحوار والحفاظ على وحدة الحزب فعليه النظر بجدية في مسألة اصلاح الحزب وتفعيله وادارته بصورة ديموقراطية".