أكد نازحون البان في مقدونيا أنهم لن يعودوا الى كوسوفو لأنهم لا يثقون بوعود حكومة بلغراد وأشاروا الى ان العنف الصربي استمر على ضراوته أمس في أنحاء الاقليم. ومن جهة اخرى، ترك آلاف النازحين الألبان مقدونيا وتوجهوا الى البانيا بعدما اعتبروا ان موقف السلطات المقدونية تجاههم ليس ودياً. واتهمت الحكومة المقدونية الدول الغربية بعدم الاكتراث بشؤون اللاجئين والتخلي عن الوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها في شأن تقديم مساعدات مالية لمقدونيا. وقال رئيس الوزراء المقدوني ليوبتشو غورغيفسكي في تصريحات نشرت امس في سكوبيا ان "مقدونيا أكدت مراراً للمسؤولين في الدول الغربية عدم استطاعتها استضافة أكثر من 30 الف نازح، لكن فرض عليها 120 ألفاً منهم". ووجه اتهامه الى الولاياتالمتحدة بصورة خاصة "لأن المسؤولين الأميركيين الذين زاروا مقدونيا وعدوا بتقديم مساعدات عاجلة بمبلغ مليوني دولار". وأضاف "لكن لم يصل سنت واحد منها". وأشار الى ان الدول الغربية توجه حملة دعائية غير لائقة، وتقودها "بي بي سي" و"سي ان ان" لاتهام مقدونيا بأنها لا تفعل أي شيء لرعاية هؤلاء اللاجئين، "ما يشكل ضغطاً لا مبرر له على دولة صغيرة ليست لها امكانات الدفاع عن نفسها تجاه مؤسسات الدعاية الأوروبية والأميركية". ومن جهة اخرى تحدثت الصحف المقدونية عن استياء السكان من التحليق المتواصل للطائرات العمودية لحلف شمال الأطلسي في سماء المدن المقدونية. وأشارت صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا أمس ان استمرار سقوط القنابل والصواريخ من هذه الطائرات "زاد من الذعر المتفشي بين المقدونيين". وذكرت الصحيفة ان صاروخاً سقط اول من امس الى الجنوب من سكوبيا كما انفجرت قنبلة قرب قرية في شمال مقدونيا وأخرى الى الجنوب الغربي من سكوبيا بنحو 25 كيلومترا وأدت الى أضرار مادية في عدد من المنازل. وعلى صعيد آخر، أكد نازحون وصلوا من كوسوفو الى مقدونيا أمس انه لا يوجد ما يدل على ان العنف الصربي تراجع بعد صدور عرض بلغراد بوقف العمليات العسكرية في الاقليم من جانب واحد. وأبلغوا "الحياة" في المنطقة الحدودية لمقدونيا مع كوسوفو انهم تركوا قراهم التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود "بطلب من العناصر العسكرية والميليشيات الصربية" وأشاروا الى أنهم ابلغوهم "اذا عدتم فستموتوا". وأفاد اللاجئ بهجت مخموتي الموجود في ملاذ مخيم رادوشا الى الغرب من سكوبيا "الحياة" بأنه لا يوجد الباني واحد في المخيم على استعداد لتلبية العرض الصربي "إلا اذا تمت العودة بمواكبة من قوات حلف شمال الأطلسي وتكفله بحماية العائدين في مدنهم وقراهم". وأصدر جيش تحرير كوسوفو بيانا نقلته اذاعة تيرانا امس وصف العرض الصربي بأنه "مناورة وليس حلا". واعتبر الجيش ان على حكومة بلغراد ان توقع أولاً على الاتفاق الذي تم عرضه في رامبوييه بباريس "وهو الاجراء الوحيد المقبول من الشعب الألباني في كوسوفو".