بغداد - رويترز، أ ف ب - عارض عضو بارز في المجلس الوطني البرلمان العراقي أمس مشروع قرار بريطاني - هولندي في مجلس الأمن يسمح لشركات أجنبية بالاستثمار في آبار النفط العراقية إذا عاودت بغداد تعاونها مع مفتشي الأسلحة. وأعلن جورج سومرويل، الناطق باسم منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق، ان "محادثات غير رسمية تجرى بين العراق ومسؤولي المنظمة الدولية في بغداد في شأن المرحلة السادسة من اتفاق النفط للغذاء". وذكر ان مسؤولين من كل القطاعات العراقية يشاركون في المحادثات. واعتبر خالد الدوري، رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في المجلس الوطني ان المشروع البريطاني - الهولندي غير مقبول لأن العراق "لم يؤخذ برأيه". وأضاف ان أي مشروع قرار لا يستشار العراق في شأنه ولا يدعو الى رفع الحظر من دون شروط، مرفوض. وتابع ان "واشنطن تعارض أي مشروع لمصلحة العراق"، وتريد أن يقبل "سياساتها الامبريالية". ويعتبر هذا أول موقف عراقي من الاقتراح الجديد، لكن بغداد لم تعط موقفاً نهائياً من تجديد اتفاق "النفط للغذاء" مما عزز حال الترقب والتكهن في شأن مصير الاتفاق الذي تنتهي المرحلة الخامسة منه الاثنين المقبل. وكانت بريطانيا وهولندا قدمتا اقتراحاً إلى مجلس الأمن يسمح لشركات النفط الأجنبية بالاستثمار في صناعة النفط العراقية في شكل يتيح زيادة الصادرات النفطية العراقية، شرط سماح بغداد بعودة مفتشي الأسلحة، فيما قدمت روسيا مشروعاً لرفع الحظر الاقتصادي، رفضته واشنطن ولندن. وكانت بغداد أكدت مرات أنها لن تقبل اطلاقاً بعودة مفتشي الأسلحة الذين تتهمهم بالتواطؤ مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا في ضرب العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي، وبالعمل لحساب الاستخبارات الأميركية. وكررت الصحف العراقية والمسؤولون في بغداد خلال الأيام الأخيرة الانتقادات لاتفاق "النفط للغذاء" الذي يشكل تخفيفاً للحظر الدولي المفروض على العراق منذ العام 1990، مشددين على أنه لا يلبي حاجات هذا البلد. وعرض تلفزيون بغداد مساء أول من امس شريطاً وثائقياً استنتج فيه ان "الحل يكمن في رفع الحصار الشامل". بينما اعتبرت صحيفة "العراق" ان "الاستمرار في لعبة مذكرة التفاهم النفط للغذاء لم يعد له معنى" و"يمثل هدراً واستنزافاً للثروات من دون فائدة". وكان الرئيس صدام حسين قال في السادس من أيار مايو الجاري، في كلمة القاها لمناسبة تسلمه مفتاح مدينة "صدامية الثرثار" 115 كلم شمال بغداد التي افتتحت نهاية الشهر الماضي إن "اعداءنا يريدون منا ان نتحول الى دواجن... نأكل فقط. بإمكانهم ان يوفروا لنا الأكل من فلوس النفط، وبعد أن ينفد النفط نبقى دواجن كما نحن، ويظل الآخرون من بعدنا دواجن أيضاً". وتحدث مسؤول اميركي في الأممالمتحدة أول من أمس عن "توافق في مجلس الأمن على تجديد فني" لاتفاق "النفط للغذاء" من دون تعديلات. ويؤكد مسؤولو الوكالات الانسانية التابعة للمنظمة الدولية ان العائدات النفطية للعراق لا تلبي احتياجاته. ويتوقع ان يصوت المجلس اليوم أو الاثنين المقبل على تجديد الاتفاق لمرحلة سادسة من دون تعديلات. إلى ذلك، وصل ستة أطباء أميركيين الى بغداد أمس لتقويم انعكاسات الحظر على الصحة العامة، وهل يساعد الاتفاق في تخفيف محنة العراقيين.