يرى زاهي وهبي، صاحب برنامج "خليك بالبيت" الذي يعرضه تلفزيون المستقبل، ان من المستحيل انشاء قناة فضائية عربية موحدة. وأكد وهبي في حديثه الى "الحياة" بعد ان نال جائزة احسن مقدم برامج في استفتاء مجلة "24 ساعة" المصرية ان استخدام اللهجات المحلية في القنوات الفضائية يقرب المواطنين العرب بعضهم الى بعض. كيف وصل برنامج "خليك بالبيت" الى هذه الدرجة من النجاح؟ - اعتقد ان اهم اسباب نجاح برنامج "خليك بالبيت" روح العمل التي تسود الفريق العامل في هذا البرنامج والالتفاف على شريحة معينة من الفنانين والمثقفين غير المستهلكة في وسائل الاعلام بالاضافة الى النجوم القديمة مثل نور الهدى التي استضفناها بعد غياب 30 عاماً عن وسائل الاعلام، والفنانة لوردكاش التي استعدناها الى بيروت بعد غياب 40 عاماً وهي صاحبة اغنية "امنت بالله"الشهيرة. وأيضاً عازف الكمان عبود عبدالعال، إضافة الى فنانين لهم تاريخ طويل في الفن مثل تحية كاريوكا ومريم فخرالدين، وهدى سلطان ومديحة يسري. ماذا عن مساحة الحرية المتاحة لوسائل الإعلام في لبنان؟ - لبنان بلد يتميز بحرية إعلامه، سواء الصحافية أو التلفزيونية أو الإذاعية، فنحن نعمل في مناخ يتمتع بقدر كبير من الحرية فلا توجد أية قيود أو محظورات أو محاذير أو خطوط حمراء، إنما يوجد احترام للأديان السماوية والأخلاق والآداب العامة، وما عدا ذلك فهو مطروح على بساط البحث والنقاش. هل تعتقد أنه يمكن إنشاء قناة فضائية موحدة تتحدث بلسان العرب؟ - من المستحيل الوصول الى مثل هذه الصيغة في مثل هذه الظروف، فنحن بالكاد كعرب قادرون على ضمان الاستمرارية والبقاء على "قيد حياة" جامعة الدول العربية. في أحيان كثيرة لا نستطيع أن نتفق على قرار في شأن العراق أو السودان أو ليبيا أو لبنان ولسوء الحظ أن السياسة "نخرت" الجسم العربي الواحد حتى العظم. كيف تستطيع الفضائيات العربية أن تنافس بقوة الأجنبية؟ - علينا أن نملأ شاشة تلفزيوناتنا بما تصنعه أيدينا وليس بما نستورده من الغرب أو بما نقلد به الغرب من برامج ومسلسلات، وأعمال درامية. ما دور الفضائيات العربية في القرن الجديد؟ - يجب أن تساهم الفضائيات في رفع مستوى الوعي عند الفرد العربي وأن تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الإنسان العربي في كل قطر، وعلى رغم الخصوصيات والمشاكل المحلية. هناك تحديات عامة نواجهها كعرب، وأعتقد أن على الإعلام أن لا يكون، خصوصاً الفضائيات، مجرد وسيلة للترفيه أو التسلية أو لتضييع الوقت، والمفترض بهذه الفضائيات أن تلعب هذا الدور وأن تساهم في تعزيز وعي المواطن العربي بمشاكله وأن تقلص المسافات بين المواطنين. ما سلبيات الإعلام العربي؟ - التقليد، الإعلام العربي إعلام مقلد، يقلد ما يراه في الإعلام الغربي، ويحاول أن يكون نموذجاً مستنسخاً عن هذا الإعلام، أما العيب الثاني فهو النقص في مناخ الحرية لأن معظم الإعلام العربي رسمي ناطق باسم الدولة والنظام أو السلطات أو الحكومات وهذه أحد المعوقات الأساسية التي تعيق الإعلام.