استغلت الحكومة الاسرائيلية حادث اطلاق النار الذي وقع في الخليل امس وأسفر عن اصابة مستوطنتين بجروح بالغة، لتبرير سياستها الخاصة بتجميد اتفاق "واي ريفر". وأعلن ديفيد بار ايلان مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان "هذا الهجوم يبرر السياسة التي تعتمدها الحكومة بعدم تنفيذ أي انسحابات في الضفة لأن تلك الانسحابات قد تستغل من الارهابيين للقيام باعتداءات او لاتخاذ معاقل لهم". واعتبر ان "هذا الاعتداء يؤكد ان السلطة الفلسطينية لا تقيم وزناً للاتفاقات الموقعة وترفض منع الاعمال الارهابية او اعتقال مرتكبيها". راجع ص4 لكن هذا التصعيد في اللهجة والاكثار من استخدام الفاظ مثل "ارهابيين" و"اعتداءات"، لم يرفع من اسهم نتانياهو الانتخابية، بل بدت احتمالات فوزه في الانتخابات المقبلة شبه معدومة خصوصاً في ضوء الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها سياسته وآخرها اعلان مرشده السياسي موشي ارينز انه قد يرشح نفسه لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة. وانتقد ارينز، الذي كان شغل منصبي وزير الخارجية والدفاع، نتانياهو بشدة وحمله مسؤولية انهيار تكتل "ليكود" الحاكم. وقال في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان نتانياهو "مسؤول عن انشقاق مشرعين كبار مما اضعف من قوة الحزب". وفي رده على سؤال عن نيته خوض التنافس على رئاسة الحزب، قال: "في الأيام الاخيرة طلب مني اعضاء عديدون في ليكود ذلك وقالوا انني الشخص الوحيد القادر على احياء الحزب وقيادته للفوز. اذا اجمع كثيرون على هذا الرأي فيجب ان اتخذ قراراً". واعتبر محللون سياسيون اسرائيليون تلميح ارينز الى امكان ترشيح نفسه لمنافسة نتانياهو على رئاسة ليكود بمثابة ضربة قاصمة لرئيس الوزراء الذي تتلمذ على يدي ارينز منذ أوائل الثمانينات، وكان القوة الدافعة له للفوز بزعامة ليكود. كذلك تعرض نتانياهو لانتقادات شديدة من المؤسسة العسكرية التي تعتبره "غريباً" عنها بعكس رؤساء الحكومات الاسرائيلية السابقين، لمخاطرته بتصعيد عسكري في جنوبلبنان المحتل. وجاءت هذه الانتقادات في اعقاب تصريحات نتانياهو الاخيرة التي هدد فيها بتوجيه ضربة موجعة للبنان تلتها الغارات الجوية على مناطق مدنية في الجنوباللبناني، وكثرت الشكوك في "مدى فاعليتها". واعتبر المحرر العسكري في صحيفة "هآرتس" زئيف شيف ان مخاطرة نتانياهو "قد تورط الجيش الاسرائيلي رغماً عنه في عملية واسعة النطاق في لبنان". ووصف المحرر العسكري الاسرائيلي اداء نتانياهو ازاء الوضع في الجنوب بأنه "استفزاز مفضوح لا حاجة له"، مضيفاً انه "في الامكان احداث تصعيد بطريقة منظمة بدقة". ونوّه الى المخاوف المتزايدة داخل المؤسسة العسكرية من حدوث مواجهة مع سورية اذا ما طالت الهجمات الاسرائيلية مواقع الجيش السوري. وأعربت مصادر اسرائيلية عسكرية عن تخوفها من ان يستخدم نتانياهو الجنوباللبناني "ورقة في حملته الانتخابية لتجلب له الفوز على حساب الجيش الاسرائيلي نفسه". وإذا كانت النخبة السياسية والعسكرية في اسرائيل تنتظر بفارغ الصبر التخلص من نتانياهو، فالوضع في الشارع الاسرائيلي لا يختلف كثيراً. اذ اشارت نتائج آخر استطلاع للرأي الى خسارة نتانياهو الحتمية في الجولة الثانية من الانتخابات اياً يكن منافسه. وحسب استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة "معاريف" العبرية امس حصل نتانياهو على 41 في المئة من الاصوات مقابل 51 في المئة لزعيم حزب العمل المعارض ايهود باراك، وعلى 36 في المئة في مقابل 54 في المئة لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق امنون شاحاك. اما في حال وصول دان ميريدور المنشق عن "ليكود" الى الجولة الثانية من الانتخابات، فانه سيحصل على 49 في المئة مقابل 37 في المئة لنتانياهو. ويبدو ان نتائج استطلاعات الرأي اغرت شاحاك ودفعته الى رفض وساطة زوجة رئيس الوزراء الراحل ليا رابين للانضمام الى حزب العمل لضمان سقوط نتانياهو. وأعلن شاحاك انه سيرشح نفسه لمنصب رئاسة الحكومة على رأس حزب وسط جديد. من جهة اخرى، اقرت الكنيست الاسرائيلية البرلمان بشكل نهائي امس قانون تنظيم الانتخابات المبكرة في 17 ايار مايو المقبل. كذلك اقرت الكنيست في قراءة أولى اقتراح قانون يزيد من صعوبة اعادة هضبة الجولان الى سورية او القدسالشرقية الى الفلسطينيين.