خرج الهلال السعودي من الضغوط الجماهيرية والاعلامية التي حاصرته اثر خسارته في نهائي كأس ولي العهد مضحياً بمدربه الزياني... هذا التغيير التدريبي يأتي بشكل متواصل في الهلال منذ الموسم 1995وحتى الموسم الحالي، حيث تعاقب على الفريق 10مدربين حققوا جميعهم بطولات كبيرة عدا ثلاثة منهم فيريرا والزياني وساندري، اي بمعدل مدربين في كل موسم من دون استقرار تدريبي تحتاجه فرق كبيرة كالهلال الامر الذي لم يعط للمدرب المتمكن الفرصة لفرض اسلوبه التقني وتطويع مهارات لاعبيه والاستفادة منها بشكل متطور فنياً . في الموسم 1995 بدأ الهلال مبارياته مع البرازيلي اوسكار الذي حقق معه بطولة الاندية العربية العاشرة ثم رحل وجاء بعده مواطنه سباستيانو لازاروني سبق له الاشراف على المنتخب البرازيلي في مونديال 90، فحقق كأس ولي العهد ثم خسر نهائي الدوري فطار، وجاء الهولندي فان هانيغيم مع بداية الموسم 96 فنقل الهلال الى المدرسة الاوربية بعد سيطرة برازيلية طويلة ومكث 4 اشهر فقط وحقق مع الازرق كأس الاتحاد السعودي وكأس الاندية العربية الحادية عشرة وسط نمط تدريبي متطور تقنياً ،غير ان بعض الاصطدامات مع الادارة ادت الى رحيله ليحضر بعده في الموسم ذاته البرازيلي جوبير لمدة 35 يوماً وحقق مع الهلال بطولة الدوري. ثم جاء الموسم 97 وحضر المدرب الكرواتي يوزيتش فظهر الهلال بشكل مميز وحقق كأس الكؤوس الآسيوية، ثم توجه مع الهلال الى القاهرة مشاركاً في بطولة الاندية العربية الثانية عشرة فساء وضع الهلال في بداية مبارياته لان العناصر الادارية المساعدة لم تهيء له النجاح... غير ان "الازرق" استجمع قواه وبلغ المباراة قبل النهائية التي خسرها فأبعد يوزيتش بعد عودته الى الرياض مباشرة وجاء بعده البرازيلي فيريرا فخرج الهلال معه من الدور قبل النهائي في كأس ولي العهد بعد عروض فنية زرقاء غير مقنعة فطار هو الآخر... وعاد اوسكار مجدداً وخسر نهائي الدوري ثم فاز مع الهلال بالكأس "السوبر" الآسيوية، ثم رحل اوسكار بداية 98 وحل مكانه الروماني بيلاتشي الذي كان يسمى في الصحافة المحلية ب "صائد البطولات"، فصاد بطولة اندية الخليج في مسقط ثم صاد نهائي الدوري السعودي ولم ينجح في اصطياد كأس ابطال آسيا في هونغ كوغج بعد ان شهد الهلال فراغاً ادارياً كاملاً لم يساعد المدرب في صنع النجاح . وحل ّ الموسم 99 وقد بدأه الهلال متعاقداً مع الالماني راينر هولمان فحقق مع الهلال كأس دورة الصداقة الدولية الثانية مع فريق هلالي غابت عنه الاسماء المعروفة عدا الشريدة ولطف، ثم بدأ دوري كأس الاتحاد فساء وضع الفرقة الزرقاء الناقصة عدداً وعدة فدفع هولمان ثمن الاخطاء الادارية والغي عقده، وجاء بعده الزياني غير ان النجاح لم يكتب له بسبب ضعف الاحوال الادارية المساعدة وخسر الهلال فرصة التأهل الى نهائيات ابطال الاندية الآسيوية في العين، ثم خسر الهلال مع الزياني مرة اخرى نهائي كأس ولي العهد فابعد الزياني وجاء البرازيلي لوري ساندري فقاد الهلال في مباراتين في ذهاب واياب المربع الذهبي امام الاهلي ففاز 1- صفر وخسر 1-3، وخرج الهلال تالياً من الموسم بلا بطولات لاول مرة منذ خمسة مواسم . الاستقرار التدريبي سمة يمنح فيها المدرب المتمكن كل ما يملكه من خبرة وتقنية كروية اذا اعطى فترة زمنية مناسبة، لكن الامر غير ذلك في الهلال لان المدربين يرحلون بسرعة واحداً بعد الآخر... انها الادارة التي ترى انها منزهة عن الاخطاء، وهذا ما يحدث في اندية عربية كثيرة.