لم يكن المدرب السعودي خليل الزياني، عندما وافق على التعاقد مع الهلال، يعرف طبيعة الاجواء الادارية المحيطة بالنادي والتي كانت العشوائية وعدم التنظيم ومحاباة اللاعبين تسودها بشكل واضح. جاء الزياني بعد الالماني راينر هولمان الذي الغى عقده باكراً نتيجة الظروف الادارية التي لم تساعده على النجاح، وتسلم فريقاً مهلهلا خرج من دوري كأس الاتحاد بنقطة واحدة، فأصلح الحال وقاد الفريق الى رصيد نقطي جديد كسر به الهلال الرقم القياسي السعودي المسجل ايضاً باسمه متأهلاً الى المركز الاول في مرحلة الدوري السعودي التمهيدية. ثم جاءت رحلة العين الشهيرة في التصفيات الآسيوية للاندية ابطال الدوري فظهر الوضع الاداري في أسوأ حالاته، خاصة في ضبط اللاعبين ومنع تسيبهم، فخرج الفريق الازرق من التصفيات بعد مستويات فنية سيئة. ثم جاءت ساعات الحسم الاخيرة لبطولة كأس ولي العهد فتأهل الهلال للمباراة النهائية بعد ان عانى قبلها من ظاهرة غياب اللاعبين وتأخرهم عن مواعيد التدريب وسفر بعضهم في اجازات طويلة ما ادى الى اثارة الفوضى في فريق كان يدخل مراحل الحسم النهائية. خسر الهلال كما توقع الكثيرون نهائي كأس ولي العهد فأعلن الزياني قراره بالرحيل بعد ان لمس وقوف العوامل الادارية الهلالية ضد مصلحة الفريق الازرق بشكل ادى الى عدم نجاحه. الزياني يقف علامة بارزة في مسيرة الكرة السعودية. فقد حقق مع نادي الاتفاق في اواسط الثمانينات بطولتين للدوري السعودي وبطولة لأندية مجلس التعاون واخرى للأندية العربية، كما حقق المنتخب السعودي تحت اشرافه بطولة امم آسيا عام 1984 لأول مرة في تاريخه، ثم تأهل معه المنتخب الاخضر لنهائيات أولمبياد لوس انجليس صيف عام 1984 كأول انجاز كروي سعودي على صعيد المسابقات العالمية. وفي ظل وضع غير احترافي يسود العمل الاداري في الاندية السعودية فتظهر بعض الثغرات في طريقة التعامل مع اللاعبين المحترفين... الوضع الاحترافي يعني التعامل معه بنظرة احترافية كاملة وهذه تعني محاسبة اللاعب على انضباطه داخل وخارج الملعب والتساوي في الحقوق والواجبات وتطبيق العقوبات المالية الواردة في لائحة الاحتراف على من يبدر منه سلوك لا يتماشى مع نصوصها... وهذه السلوكيات مصدرها العقلية التي تحكم تصرفات اللاعب وتعامله مع تجربته الاحترافية، غير ان هذا السلوك وتلك العقلية يحتاجان الى تقويم ومتابعة ادارية مستمرة يسودها الحياد والتعامل مع اللاعب بنظرة قانونية بحتة مصدرها نصوص لائحة الاحتراف وليس مكانة اللاعب عند الاداري ومدى رضاه عنه من عدمه. المدربون عادة هم من يدفعون ثمن الاخطاء الادارية، هذه هي حال هولمان وخليل الزياني مع الهلال... والمدربون عادة هم من يحصدون ثمن التوازن الاداري والحزم وضبط اللاعبين، هذه هي حال ديمتري مع الاتحاد وحال فرانسيسكو مع الشباب.