أعلنت روسيا امس ان فرص نجاح وساطتها لوقف الحرب في يوغوسلافيا "ضئيلة"، ورفضت لندن، بعد واشنطن اقتراحات بلغراد التي حملها معه المبعوث الروسي الى البلقان. فيما اعلنت يوغوسلافيا الافراج عن الجنود الاميركيين الثلاثة. وشنت طائرات الاطلسي 600 غارة على مواقع صربية خلال اليومين الماضيين، وقصفت امس جسراً في كوسوفو، مما ادى الى مقتل 23 مدنياً على الأقل. في غضون ذلك قررت واشنطن توسيع نطاق العقوبات على بلغراد من طرف واحد، مستثنية جمهورية الجبل الأسود. وأعلن مبعوث الرئيس الروسي الى البلقان فيكتور تشيرنوميردين، بعد عودته الى موسكو من بلغراد امس، ان "الفرصة ضئيلة" لايجاد حل للأزمة، لكنه حض الحلف الاطلسي ويوغوسلافيا على "اغتنام هذه الفرصة"، معلناً انه سيزور فرنسا وبريطانيا الأسبوع المقبل لهذا الغرض، بعدما زار ايطاليا وألمانيا. وقال تشيرنوميردين: "من الصعب تسوية كل القضايا السياسية. لكن هناك فرصة، ليست كبيرة، ولن نسمح بأن تفوتنا". وقال ناطق باسم الخارجية اليوغوسلافية ان تشيرنوميردين اتفق مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش على خطة من سبع نقاط، العنصر الأساسي فيها هو السماح لمراقبين غير مسلحين بدخول كوسوفو. وهذا ما يرفضه الاطلسي رفضاً مطلقاً. وفي لندن اعلن وزير الدولة لشؤون الدفاع داغ هندرسون امس ان "الاقتراحات المضادة" التي عرضتها بلغراد رداً على الجهود الديبلوماسية الروسية "غير مشجعة". وجدد هندرسون الشروط الخمسة التي وضعها الاطلسي لايجاد مخرج للأزمة. وذكر باصرار الحلف على وجود عسكري يشكل جنوده عماده الأساسي. وفيما اكد مراسل وكالة "فرانس برس" ان طائرات الاطلسي قصفت جسراً في كوسوفو، وأصابت حافلة مدنية كانت تمر عليه، اعلن الناطق باسم الحلف في بروكسيل ان لا دليل لديه على ذلك. وكان مراسل الوكالة افاد ان طائرات الحلف قصفت جسراً في لوزاني 20 كلم شمال بريشتينا مما اسفر عن مقتل 23 مدنياً كانوا يستقلون الحافلة التي اصيبت اصابة مباشرة، مما ادى الى شطرها قسمين. ورفضت وزارة الدفاع الاميركية تأكيد او نفي الحادث. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف كامبل: "سمعنا بالمعلومات والحلف الاطلسي يحقق في الموضوع". اما الناطق العسكري باسم الحلف في بروكسيل الكولونيل كونراد فرايتاغ فقال: "ليس لدينا أي دليل" على القصف، ووعد بأن يعود الى "الموضوع" في مؤتمره الصحافي اليوم. وفي واشنطن اعلن الرئيس بيل كلينتون توسيع نطاق العقوبات على يوغوسلافيا من طرف واحد وقال: "وقعت مرسوماً اليوم امس يعزز العقوبات الاقتصادية المفروضة على جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية". ومن بين هذه العقوبات منع التصدير الى يوغوسلافيا او الاستيراد منها، وتجميد كل اموال الدولة اليوغوسلافية في الولاياتالمتحدة، او في المؤسسات الخاضعة لمجموعات اميركية. وقرر كلينتون في المرسوم استثناء جمهورية مونتينيغرو بسبب "دعمنا المطلق لحكومتها المتعددة الاثنيات والمنتخبة ديموقراطياً". ودخلت العقوبات الجديدة حيز التنفيذ اعتباراً من أمس. وفي بلغراد قرر ميلوشيفيتش الافراج عن الجنود الاميركيين الثلاثة المعتقلين، وتسليمهم الى القس الاميركي جيسي جاكسون. وأعلن جاكسون بعد مقابلة اجراها مع ميلوشيفيتش استغرقت ثلاث ساعات ان الجنود الثلاثة قد يسلمون اليوم صباحاً. وأوضح ان المسؤولين في بلغراد قرروا بالاجماع "الافراج عن الاسرى الاميركيين والسماح لهم بالرحيل معنا" اليوم.