قالت مصادر ديبلوماسية مطلعة ل"الحياة" إن الرئيس الإيراني محمد خاتمي قد يزور البحرين اليوم، اثر زيارته المنطقة الشرقية في السعودية، فيما كشف وزير التجارة الإيراني حسين شريعتمداري في تصريحات إلى "الحياة" قراراً بانشاء بنك للتنمية مشترك بين السعودية وإيران والإمارات، سيكون مقره في المملكة. ومن المقرر أن يصل خاتمي إلى مطار الظهران ظهر اليوم في إطار زيارته للسعودية، وسيطلع على الصناعات النفطية السعودية. وقالت المصادر الديبلوماسية إن زيارته البحرين، إذا تمت، ستستمر بضع ساعات يلتقي خلالها أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وامتنعت مصادر الوفد المرافق لخاتمي عن تأكيد الزيارة، لكنها أكدت ل"الحياة" أنها "واردة جداً". وأمس نوّه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ب"المستوى المتنامي للعلاقات الأخوية" بين السعودية وإيران، ورحب بالرئيس خاتمي في المملكة، مؤكداً خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي "أهمية مثل هذه الزيارات بين البلدين، لدعم التعاون بينهما لخدمة المصالح المشتركة، ولما لها من أثر ايجابي على المنطقة وعلى العلاقات المتنامية بين الدول الإسلامية، في سبيل خدمة قضايا المسلمين في بقاع الأرض". راجع ص2 وعلم ان خبراء من السعودية وإيران يعكفون على درس اتفاقات، خصوصاً في المجالات النفطية والتجارية، وستوقع الأربعاء في ختام زيارة خاتمي للسعودية. ونوهت مصادر إيرانية ب"الأجواء الودية جداً التي تطبع زيارة الرئيس الإيراني" للمملكة. وافتتح في جدة أمس أول معرض تجاري دائم للمنتجات الإيرانية في السعودية، وقالت مصادر وزارة التجارة الإيرانية ان معرضاً دائماً للمنتجات السعودية سيفتتح قريباً في طهران. وكشف الوزير شريعتمداري ل"الحياة" عن قرار بانشاء بنك للتنمية، مشترك بين السعودية وإيران والامارات، وأكد انه سيكون بتمويل من القطاع الخاص. ولفت الى وجود الامارات كطرف ثالث في البنك "بما يساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدان الثلاثة، وتكون له آثار ايجابية على التعاملات المالية والتجارية بين ايران والدول الخليجية". وتابع ان المقر الرئيسي لبنك التنمية سيكون في السعودية، على ان تحتضن الامارات فرعاً له، موضحاً ان رأس المال التأسيسي يعادل مئة مليون دولار، وان المصرف سيفتتح رسمياً "قريباً جداً". وأفادت مصادر الوفد الاقتصادي المرافق لخاتمي ان الرحلات الجوية المباشرة من جدة والرياض الى طهران وشيراز ستبدأ الشهر المقبل، فيما أكدت مصادر اخرى ايرانية ان "لجنة نفطية سعودية - ايرانية للتنسيق والتعاون ستبدأ نشاطها قريباً". وكانت مصادر ايرانية نقلت عن خاتمي قوله أول من امس خلال محادثاته مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز: "نملك ارادة سياسية ورغبة جدية في اقامة علاقات متينة مع المملكة العربية السعودية، وهذا قرار استراتيجي وليس ظرفياً". وتابع ان "التعاون بين البلدين المسلمين الكبيرين المهمين في المنطقة والعالم الاسلامي يؤثر في صورة ايجابية على مصالح شعبينا وشعوب المنطقة والعالم الاسلامي". وشدد على ان التعاون بين السعودية وإيران "يساهم في ضمان الأمن الاقليمي واستتباب الاستقرار في المنطقة". وأجرى وزير النفط الايراني بيجان زنكنة محادثات مع نظيره السعودي علي النعيمي اول من امس ثم التقيا خاتمي. وقال النعيمي ل"الحياة" ان "قيادتي البلدين أكدتا الالتزام بالاتفاق الاخير والسريع الذي وقع بين المملكة وإيران وأثر في صورة ايجابية في رفع اسعار النفط، ونحن اكدنا مجدداً تمسكنا باحترام حصص الدول المنتجة وتطبيق الاتفاق، ونعتبر ان الآفاق ستكون واعدة، خصوصاً ان التنسيق بين البلدين النفطيين الكبيرين مهم وضروري".