قال رئيس مجلس الشورى البرلمان الإيراني علي أكبر ناطق نوري أن لدى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي "الارادة السياسية القوية" في تعزيز علاقات ايران مع السعودية، لافتا الى انه لمس من خلال محادثاته مع القيادة السعودية الرغبة ذاتها. وكان رئىس مجلس الشورى الايراني انهى امس زيارته الرسمية للسعودية التي بدأها الاحد الماضي والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئىس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز، واجرى محادثات مكثفة مع رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد بن جبير، وانتقل أول من امس الى المدينةالمنورة، وزار ليل السبت - الأحد مكةالمكرمة، وتوجه اليوم الى طهران. ورحب نوري في حديث ل"الحياة" بإعلان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مارتن انديك ان واشنطن ستوسع القيود على المعارضة الإيرانية في الخارج، وحدد ثلاثة شروط للتقارب مع واشنطن، وفيما يلي نص الحوار: كيف كانت محادثاتكم مع القيادة السعودية؟ - زيارتي بناء على دعوة من الشيخ محمد بن جبير الذي شرفنا بزيارة إيران مرتين. ويسعدني القول أنني من خلال لقاءاتي مع خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والأمير سلطان والشيخ ابن جبير وصلنا مرة أخرى الى نقطة محورية هي ان السعوديين بداية بالملك فهد ومرورا بكل المسؤولين لديهم إرادة سياسية قوية في تعميق وتنمية أواصر العلاقات الوثيقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لمست هذا بكل ثقة. كانت رسالتي في هذه الزيارة مبنية على ان أعلن للقيادة السعودية أن القيادة في ايران متمثلة في شخص قائد الثورة علي خامنئي ورئيس الجمهورية محمد خاتمي وأنا شخصياً بوصفي رئيس مجلس الشورى الإسلامي، لديها الرغبة القوية في تنمية أواصر العلاقة مع السعودية. وكانت وجهات النظر متطابقة تماما حول هذا المحور في المحادثات التي جرت بيننا وبين اشقائنا في السعودية، والبلدان ينظران الى انهما بلدان مهمان في المنطقة، والى ان تعاونهما سيكون له مردود ايجابي على الأمن والاستقرار في منطقتنا. كما تناولت محادثاتنا في السعودية التعاون الجيد والمتنامي في ما يتعلق بمنظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك"، اتفقنا على ان من الضروري المضي قدماً في هذا التعاون المثمر والبناء. كما رافقني في الوفد الزائر للسعودية وزير التجارة محمد شريعتمداري، ورئيس الغرفة التجارية الإيرانية خاموشي، وهما تباحثا مع نظيريهما السعوديين حول تعميق اسس العلاقات التجارية والاقتصادية، وازالة المشاكل التي قد تعيق الحركة النشطة التجارية بين البلدين. زيارتكم للمملكة، هل هي رد على ما يقال من ان التيار المحافظ في ايران يتحفظ على الانفتاح مع السعودية؟ - نحن لا نوافق على تقسيمنا الى محافظين ومعتدلين، فهذه تسميات غربية. لكن هذا الطرح غير صحيح أساسا، فمهندس العلاقات السعودية -الايرانية من الجانب الايراني هو هاشمي رفسنجاني، وهو عضو مجموعتنا "مجتمع رجال الدين" روحانيت، وهو اول من خطا الخطوة الاولى لتعزيز العلاقات مع السعودية. وعموما نحن جميعا نستلهم خطانا من سماحة قائد الثورة، وأؤكد ان الارادة السياسية لتوطيد العلاقات بين البلدين موجودة بقوة لدى المرشد، الذي يرغب في قيام علاقات متميزة على هذا المستوى مع السعودية، وهو الذي امرنا ان نتحرك في هذا الطريق. فأنا والرئىس خاتمي ورئىس السلطة القضائية، كلنا نسير وفق توجيهات القائد. رفضتم طلباً أميركياً بتسليم متهمين في تفجير الخبر، وقال وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز ان ثلاثة سعوديين متهمين في التفجير موجودون خارج المملكة، فهل طلبت الرياض منكم تسليم هؤلاء المتهمين؟ - سبق ان أعلن الأمير نايف في الماضي أنه لا توجد أي علاقة تدل على تورط ايران في هذا الموضوع. ولا اعتقد أن هناك أي وثيقة تبرهن أو تثبت أن لإيران ضلعاً في التفجير. كما ان نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد روحاني تباحث مع الامير نايف في هذا الموضوع فتوصلا الى ذات النتيجة، وهي ان ايران ليس لها اي علاقة في التفجير، و أقفلا باب الحديث في هذا الموضوع. ولكن هل طلبت الرياض منكم تسليم متهمين سعوديين بالتفجير؟ - لا . لم تطلب السعودية منا شيئا بهذا الخصوص. صرح مساعد وزير الخارجية الاميركي مارتن انديك ان بلاده ستضيق على المعارضة الايرانية في الخارج، كيف تقوّمون في ايران هذه الخطوة الاميركية؟ - هذه مبادرة جيدة ان طبقت من جانب الولاياتالمتحدة الاميركية، ولكن بما ان اميركا تدعي محاربة الارهاب فالمنتظر منها منذ زمن الا تسمح بوجود هؤلاء على اراضيها، فكيف احتضنت اميركا هذه المجموعات الارهابية، وهي تطبل بأنها ضد الارهاب. لكننا نرحب بالمبادرة الاميركية الاخيرة ونقوّمها بأنها مبادرة ايجابية. فأي عمل منطقي يرحب به اي شخص في العالم وليس نحن وحدنا، أيّا كان مصدر هذا العمل. التقارب مع اميركا دائما ما تطرح الشروط الاميركية للتقارب مع ايران، ولكن ما هي شروطكم انتم للتقارب مع واشنطن؟ - شروطنا تتمثل في عدم التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية للجمهورية الاسلامية الايرانية، وان ترفع واشنطن من هيمنتها على إيران، وان تفرج عن الودائع والاموال الايرانية المجمدة في البنوك الاميركية. إضافة الى تسليم الارهابيين الذين فروا من ايران منذ قيام الثورة واستوطنوا في اميركا وبخاصة المنافقين مجاهدين خلق، كما تطالبنا هي بتسليم مطلوبين لها. هذه هي محاور شروطنا للتقارب مع واشنطن. العلاقة مع خاتمي صرحت في طهران قبل سفرك للسعودية بأنك تؤيد برنامج الرئيس خاتمي الاقتصادي، هل هي بداية لتقارب تياريكما؟ - أولاً الخطة الخمسية الثالثة هي برنامج قانوني تخططه الحكومة في اطار مشروع الى البرلمان لدراسته والتصويت عليه، وهذا اجراء قانوني. نحن والنواب في المجلس بعد الدراسة إما ان نوافق على المشروع أو ان نغير بعض ملامحه، فهي عملية تشريعية تدار وفق القانون. لكنني قلت اننا في ايران دائما نتعاون وننسق باستمرار بين مجلس الشورى الاسلامي والحكومة التي يترأسها الرئيس خاتمي. ومنذ توليه مقاليد الرئاسة فإنني أكدت ان ليس هناك اي داع للقلق او حدوث النزاع، وعليه فإنه لم يكن هناك جليد حتى يذاب بيني وبين الرئيس، فنحن اخوان نتعاون في ما بيننا منذ البداية. كما اني أول شخص هنأ خاتمي بفوزه في الانتخابات الرئاسية. يرى بعض الناس ان تعدد مراكز القرار في ايران يسبب ازدواجية في المواقف، فما تعليقكم؟ - لدينا في ايران ثلاث سلطات، هي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية. ولكل سلطة استقلاليتها الكاملة، وحدد الدستور مجالات اختصاص كل سلطة، فكل منها يعمل في اطار الوظائف والقوانين المحددة من قبل الدستور، واذا طرأ بعض الخلاف في وجهات النظر بين هذه السلطات فإن المرجع هو قائد الثورة الذي يكون رأيه هو الفاصل الاخير لفض اي مشكلة قد تنشأ بين السلطات الثلاث.