وصف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي ب"الصديق العزيز" وقلده واحداً من ارفع الاوسمة السعودية قلادة بدر الكبرى، في جلسة المحادثات التي عقدها الجانبان في قصر السلام في جدة. وأثنى الملك فهد على تطور العلاقات بين البلدين وقال أنها "تتطلب دعمها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين والأمة الإسلامية" وردّ الرئيس الايراني إن "الايرانيين يحبون السعوديين ويقدرونهم". ووجه دعوة الى الملك فهد لزيارة ايران. وصرح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، أن الملك فهد والرئيس خاتمي "عبرا عن ارتياحهما لما وصلت اليه هذه العلاقات، لأن مردودها لن يكون على الشعبين الشقيقين ولا على منطقة الخليج فحسب، إنما سيكون لها أثر بالغ في تقوية أواصر الود والمحبة بين الدول الإسلامية ومصالحها المشتركة"، معتبراً أن اللقاء "التاريخي يتضمن أهم الجوانب بين البلدين". وبدت الزيارة ودية وحارّة من الجانبين على رغم مرور اكثر من عشرين عاماً على آخر زيارة مماثلة لمسؤول ايراني رفيع المستوى الى السعودية خصوصاً في ظل العلاقات التي تربط الرئيس ببعض افراد الاسرة السعودية، وهو ما عبر عنه الأمير سعود الفيصل بقوله: "نحن سعداء بهذه الزيارة التاريخية ونتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين". وشدد الرئيس الايراني الذي التقى سفراء الدول الاسلامية لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، بصفته رئيس المؤتمر، على "وجوب الاستفادة من دروس الماضي لخلق مستقبل افضل لشعوب العالم الاسلامي والعمل على ايجاد حلول لخلافات الدول الاسلامية على مبدأ ان الاسلام هويتنا التاريخية والثقافية والحضارية والوطنية". وقال "أن اعداءنا استغلوا الدين وجعلوا منه عاملاً للتفرقة والخلاف في ما بين الدول الاسلامية"، ودعا الامة الاسلامية الى التضامن مؤكداً ان مؤتمر القمة الاسلامية الذي عقد في طهران "حقق الى اليوم نتائج جيدة على مستوى التقارب والتفاهم بين ابناء الامة الإسلامية". وعقد الرئيس خاتمي امس جولة محادثات ثانية مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز واستغرقت ما يزيد عن ساعتين ونصف الساعة استكملا فيها ما تم بحثه في ملف العلاقات ورؤى المصالح الاستراتيجية بين البلدين والامن في الخليج، والملف العراقي، والتسوية في الشرق الاوسط، وملف القدس وغيرها من القضايا العربية والدولية. وتعقد جولة اخرى من المحادثات مع الامير عبدالله في اليومين المقبلين بعد استكمال درس مواقف الجانبين من بعض القضايا الرئيسية. وحضر اللقاء من الجانب السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية والأمير النقيب الطيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز ووزير التجارة أسامة جعفر فقيه ووزير النفط علي النعيمي. أما الجانب الإيراني فمثله وزير الخارجية كمال خرازي ووزير التجارة محمد شريعتمداري ووزير البترول بيجان زنكنة ورئيس مكتب خاتمي محمد علي أبطحي. ويتوقع ان يعقد الرئيس خاتمي مؤتمراً صحافياً في ختام زيارته الاولى للسعودية، حسب مصادر ايرانية ل"الحياة"، وان يصدر بيان مشترك عن البلدين. من جهة أخرى أدى الرئيس خاتمي والوفد المرافق له مناسك العمرة وزار بعض مناطق الآثار الإسلامية في مكةالمكرمة على ان يزور المسجد النبوي الشريف في وقت لاحق اليوم، ويلتقي غدا أفراد الجالية الإيرانية الموجودة في السعودية. الى ذلك، عقد وزيرا خارجية البلدين اجتماعاً ثنائياً وصف بأنه "ناجح" وقال الامير سعود الفيصل ان وجهات النظر السعودية - الايرانية "تطابقت حيال كثير من القضايا الدولية"، واضاف أن اللقاء شمل "كل الموضوعات الدولية والثنائية وكيفية السير وفق النهج الذي ينتهجه قادة البلدين في تطوير التعاون على المستوى الثنائي والتنسيق والتعامل مع القضايا الدولية، خصوصاً في العالم الاسلامي" متمنياً ان "تستمر هذه اللقاءات وهذه الصلات بما يخدم مصالح البلدين المشتركة". من جانبه قال وزير الخارجية الايراني "ان التنسيق الإيراني - السعودي قائم ومتطور بما يشمل الموضوعات الثنائية والدولية". وقالت مصادر ديبلوماسية في السعودية ل"الحياة" ان اللجنة السعودية - الإيرانية ستعقد اجتماعات دورية بعد زيارة الرئيس خاتمي. وكانت هذه الاجتماعات افتقدت منذ تأسيس اللجنة، وسيُراعى تنفيذ الكثير من الاتفاقات بين البلدين من خلالها، كذلك زيادة حجم التبادل التجاري. واستقبل الرئيس خاتمي في مقر إقامته في قصر الضيافة في جدة أمس عدداً من كبار المسؤولين السعوديين، بينهم الامير نواف بن عبدالعزيز والأمير سعود الفيصل، والأمير النقيب الطيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزيرا التجارة والنفط.