يبدأ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني زيارة للسعودية غداً تستمر عشرة أيام، تلبية لدعوة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وسيقابل رفسنجاني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، ويجري محادثات أيضاً مع الأمير عبدالله. وسيؤدي الرئيس الإيراني السابق وأفراد عائلته والوفد المرافق مناسك العمرة. وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية محمد صدر سلّم الملك فهد ليل الأربعاء رسالة خطية من الرئيس سيد محمد خاتمي، ذكر في طهران أنها تطرقت إلى الأزمة العراقية وقلق إيران من إمكان تصاعدها إلى مواجهة عسكرية. وأكدت الرسالة رفض طهران الخيار العسكري الأميركي ودعوتها الحكومة العراقية إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن. وشدد خاتمي على أهمية التشاور والتنسيق بين السعودية وإيران "بما أنهما البلدان الكبيران في الخليج". وجدد حرص حكومته على تعزيز العلاقات "الشاملة" مع المملكة، منوهاً بالتطور "الملموس" الذي شهدته أخيراً. وصرح محمد صدر إلى "الحياة" بأن إيران تأمل بأن تعطي زيارة رفسنجاني للسعودية دفعاً جديداً للعلاقات بين البلدين. وأضاف: "نتطلع إلى علاقات متميزة" مع المملكة. ويضم الوفد المرافق لرفسنجاني حوالي 60 شخصاً، بينهم وزراء ومسؤولون وأعضاء في مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي يعد الهيئة الاستشارية العليا لمرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، ويساعد في تحديد السياسات العامة لإيران، لكنه لا يملك صلاحية اتخاذ قرار أو يتحمل مسؤولية تنفيذية. وزيارة رفسنجاني السعودية هي الأولى لمسؤول إيراني رفيع المستوى منذ الثورة عام 1979، واعتبرت حكومة الرئيس سيد محمد خاتمي في جلستها ليل أول من أمس أن الزيارة "مهمة خصوصاً أنها تتم في الظروف الإقليمية الحالية" المرتبطة بالأزمة العراقية. وأعربت عن "الأمل بأن تساهم الزيارة في توثيق العلاقات" الإيرانية السعودية. وإضافة إلى التشاور في المستجدات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً أن وزير الخارجية الإيراني السابق مستشار خامنئي للشؤون الدولية، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي سيكون ضمن الوفد الإيراني، فإن الأزمة التي تشهدها الأسواق النفطية وتدهور أسعار النفط سيكونان على جدول المحادثات. وسيرافق الوفد أيضاً وزير النفط عضو المجمع بيجن زنكنة. يذكر أن الأمير عبدالله رأس وفد المملكة إلى القمة الإسلامية التي استضافتها طهران في كانون الأول ديسمبر الماضي، والتقى خامنئي ورفسنجاني، وعقد جلستي محادثات مع الرئيس خاتمي. وقبل القمة زار وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي الرياض ضمن جولة شملت كل دول مجلس التعاون الخليجي.