اعرب الغرب عن امله في ان تواصل روسيا العمل على ايجاد تسوية ديبلوماسية لنزاع كوسوفو بعد تهديد الرئيس بوريس يلتسن بوقف الجهود السلمية التي تبذلها بلاده، فيما اجرى نائب وزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت محادثات في هذا الشأن مع ايغور ايفانوف وزير الخارجية في الحكومة الروسية المقالة. وفي وقت واصل الاطلسي غاراته على يوغوسلافيا، فشل المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي زار بكين في تليين موقفها المطالب بوقف الغارات شرطاً لدعم اي تسوية دولية في كوسوفو. بروكسيل، موسكو، بكين - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعرب الامين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا امس الاربعاء عن الامل في ان تواصل روسيا العمل على ايجاد تسوية ديبلوماسية لنزاع كوسوفو بعد تهديد الرئيس بوريس يلتسن بوقف جهود بلاده السلمية . وقال سولانا خلال زيارة رسمية لسكوبيا: "اننا نعمل حالياً مع الروس في مجالات مختلفة ومؤسسات مختلفة ولا سيما داخل مجموعة الثماني حيث تؤخذ مواقفها وافكارها فى الاعتبار". واضاف : "آمل كثيراً في ان نواصل في الايام المقبلة الجهود الديبلوماسية" للتقدم على طريق البحث عن تسوية وان "نستصدر قرارا من مجلس الامن يوثق النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع مجموعة الثماني" الذي عقد منذ اسبوع. وصرح الامين العام لحلف الاطلسي ان الحلف سيواصل "معركته" لارغام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على الرضوخ. وقال سولانا: "انني مقتنع اكثر فأكثر بوجوب مواصلة معركتنا"، مشيراً الى الزيارة التي قام بها الى معسكرات اللاجئين في البانيا. وأكد سولانا ان لديه "شعورا عميقا" بضرورة مواصلة القصف الجوي بعدما تحادث مع العديد من اللاجئين الذين فروا من كوسوفو تحت التهديد. واضاف ان هدف زيارته لالبانيا ومقدونيا، هو "اظهار تضامننا مع هذين البلدين الملتزمين معنا" لوقف التطهير العرقي في كوسوفو. واشار الى "العمل الرائع" الذي تقوم به قوات الحلف الاطلسي في هاتين الدولتين على الصعيد الانساني. ورداً على سؤال متى يمكن ان تتوقف الحملة الجوية، قال سولانا: "في اقرب وقت ممكن". التهديد الروسي هدد الرئيس الروسي بوريس يلتسن بانسحاب بلاده من عملية التفاوض في شأن البلقان اذا تجاهل الغرب "الاقتراحات وجهود الوساطة الروسية". وترأس يلتسن اجتماعاً "مصغراً" لمجلس الأمن القومي، رجح المراقبون انه كرس لمناقشة الوضع الناشئ بعد اقالة حكومة يفغيني بريماكوف، الا ان البلاغات الرسمية أكدت انه كرس للوضع في البلقان. وأشار يلتسن الى ان قصف يوغوسلافيا لم يتوقف "رغم انذاراتنا المتكررة". وشدد سكرتير مجلس الأمن القومي فلاديمير بوتين على ان روسيا لن تكتفي بدور "ساعي البريد" بل ستعمل في ضوء مصالحها الوطنية وستدخل تعديلات على نظريتها الأمنية. وبحث وزير الخارجية ايغور ايفانوف امس الوضع البلقاني مع نائب وزيرة الخارجية الاميركي ستروب تالبوت الذي اكد ان موقف الاطلسي "سيظل ثابتاً" في اشارة الى رفض طلب روسيا وقف الغارات. شرودر في الصين وفشل المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي زار بكين امس في اقناع الزعماء الصينيين بالقيام بدور ايجابي في المساعدة على انهاء ازمة كوسوفو. وأصرّت بكين على المطالبة بوقف الغارات على يوغوسلافيا قبل ان تدعم اي تسوية بشأن كوسوفو في الاممالمتحدة. وكان من المقرر ان تستغرق زيارة شرودر اربعة ايام لكنها اختصرت الى 16 ساعة في اعقاب قصف السفارة الصينية في بلغراد يوم الجمعة الماضي. وقدّم شرودر الى الصينيين اعتذاراً عن الحادث باسم اوروبا والاطلسي. وتزامن وصول شرودر الى بكين مع وصول رماد صحافيين ثلاثة قتلوا في قصف السفارة والاستقبال الحافل للمصابين في الحادث، ما اجج مرة أخرى مشاعر الغضب الشعبي التي فجرت احتجاجات عنيفة معادية للاطلسي في المدن الصينية الكبرى مطلع الاسبوع. واجتمع شرورد الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، مع كل من الرئيس الصيني جيانغ زيمين ورئيس الوزراء جو رونغجي ووزير الخارجية تانغ جياشوان وعقد مؤتمراً صحافياً قبيل رحيله، اعترف فيه بوجود "اختلافات كبيرة في الرأي". والمستشار الالماني هو اول زعيم غربي يزور الصين منذ قصف السفارة. ونقل ناطق باسم الحكومة الالمانية عن شرودر قوله في اجتماع لمجلس الوزراء الالماني اول من امس ان "الهدف هو اشراك الصين في الجهود الديبلوماسية العديدة التي تبذل حالياً". وطالب شرودر باجراء تحقيق كامل في قصف السفارة الصينية على أمل ان تساند الصين الجهود الغربية للحصول على تفويض من الاممالمتحدة لارسال قوة دولية لحفظ السلام في كوسوفو. لكنه ابلغ مجلس الوزراء انه لا يتوقع ان يحصل اثناء زيارته على تأييد صيني لقرار للامم المتحدة في هذا الشأن. وتأتي زيارة شرورد في اعقاب زيارة المبعوث الروسي فيكتور تشرنوميردين الذي قال في بكين اول من امس ان الصين تطالب بوقف هجمات حلف الاطلسي على يوغوسلافيا قبل ان تدرس خطة سلام اقترحتها الاسبوع الماضي مجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية الكبرى السبع زائد روسيا. وطالبت دول مجموعة الثماني في اجتماع في المانيا الاسبوع الماضي بانسحاب القوات اليوغوسلافية من اقليم كوسوفو. ودعت ايضاً الى "وجود دولي أمني ومدني" لحماية سكان الاقليم الالبان. السفير الأميركي إلى ذلك، قام سفير الولاياتالمتحدة في بكين جيمس ستراسر بجولة صباح امس خارج مقر السفارة الذي منعته تظاهرات حاشدة ضد الاطلسي من مغادرته طيلة اربعة ايام. وورافقه السكرتير الثاني في السفارة وشخصان آخران في جولته التي شملت احد مقار الاقامة الديبلوماسية الواقعة في مكان قريب حيث التقى عدداً من الديبلوماسيين والاميركيين المقيمين في الصين ليتأكد من انهم في حال جيدة ولرفع معنوياتهم. وأكد السفير الاميركي انه لا يعتزم مغادرة العاصمة الصينية حالياً. روغوفا في المانيا من جهة اخرى، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية ان الزعيم المعتدل لالبان كوسوفو ابراهيم روغوفا وصل مع عائلته وبعض مستشاريه الى المانيا وسيقيم بالقرب من بون حتى اشعار آخر. وكان روغوفا وصل الى ايطاليا الاسبوع الماضي بعدما رفعت بلغراد عنه الاقامة الجبرية.