استعدت الولاياتالمتحدة للدخول في محادثات مع روسيا بشأن الوضع في البلقان وذلك خلال زيارة نائب وزير الخارجية الاميركي ستروب تالبوت لموسكو وهي الاولى من نوعها على هذا المستوى منذ اندلاع الازمة. وتأتي المحادثات غداة قرار قادة الاطلسي اعطاء الاممالمتحدة دوراً أكبر في حل الازمة، خصوصا لجهة اصدار قرار في مجلس الامن بنشر قوات دولية في كوسوفو، ما قد يسمح بتجاوز معارضة يوغوسلافيا الوجود الاجنبي على اراضيها. وكان نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش جدد ترحيبه بمبادرة في هذا الشأن تأتي من مجلس الامن راجع ص7. وأكد الاطلسي امس انه لن يلجأ الى القوة لفرض حظر نفطي على يوغوسلافيا، في تطور يخفف من احتمالات التعرض لسفن تجارية روسية تنتهك الحظر. وقال الجنرال كلاوس نومان رئيس اللجنة العسكرية للحلف ان "نظام التفقد الذي يرمي الى فرض الالتزام بالحظر، لا يعطينا حق ارغام سفن تجارية على تغيير وجهتها كما لا يسمح لنا باستخدام القوة" ضد هذه السفن. الى ذلك، نجحت الطائرات الاطلسية في اليوم الرابع والثلاثين من الغارات امس، في تدمير آخر جسر فوق نهر الدانوب في مدينة نوفي ساد الشمالية وقطعت بذلك الطريق الاهم للامدادات العسكرية اليوغوسلافية الى كوسوفو. كما اغارت طائرات الحلف على عدد من الطرق السريعة وخطوط السكك الحديد ووسائل اتصال وأهداف داخل كوسوفو بينها مطار في بريشتينا. وتأخذ مهمة نائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت في موسكو أهمية خاصة كونها تأتي في اعقاب ساعة ونصف الساعة من المحادثات الهاتفية التي اجراها الرئيس الاميركي بيل كلينتون ونظيره الروسي بوريس يلتسن الأحد الماضي قبل ساعات قصيرة من اختتام قمة الاطلسي. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض ان ايفاد تالبوت الى موسكو هدفه التداول مع المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين في نتائج المحادثات التي اجراها الاخير في بلغراد الأسبوع الماضي، علماً ان ما قبله الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش حتى الآن لا يزال بعيداً عن الشروط التي حددها حلف الاطلسي لوقف العمليات الجوية. وأضاف المسؤول ان تالبوت سيستكشف في موسكو امكانات التوصل الى حل سلمي وسيعمل على حضّ المسؤولين الروس على بذل جهودهم لاقناع ميلوشيفيتش بقبول المطالب الاطلسية. والمعروف ان تالبوت مسؤول عن ملف العلاقات الاميركية - الروسية وهو صديق شخصي للرئيس الاميركي، لذا فهو قادر على فتح قناة خاصة مباشرة بين البيت الأبيض والكرملين للتوصل الى تفاهم يضمن خصوصاً بقاء العلاقات بين الدولتين في طريقها الصحيح وسيساهم في التوصل الى الحل المطلوب. مجلس الامن وأكد المسؤولون في الادارة ان تالبوت لا يحمل اي "اقتراحات ديبلوماسية كبيرة بل سيعمل على تشجيع الروس على المضي في مبادرتهم والحصول منهم على تصور لتفكير ميلوشيفيتش". لكن مصادر اخرى ذكرت ان تالبوت سيبحث ايضاً في قرار حلف الاطلسي السعي الى اعطاء دور للأمم المتحدة ومجلس الأمن في الحلول المقترحة. وفي هذا الاطار، قال الناطق باسم الحلف جيمي شيه ان الولاياتالمتحدة بدأت العمل مع حلفائها في الأممالمتحدة على مشروع قرار يتخذه مجلس الأمن ويتعلق بنشر القوات الدولية في كوسوفو. وأوضح ان الحلف "سيسعى قدر استطاعته للحصول على قرار من المجلس". وكان الرئيس كلينتون اعلن في ختام القمة الاطلسية ان دول التحالف اعربت عن تصميمها على تكثيف عملياتها العسكرية وضغوطها الاقتصادية حتى يتم تحقيق الاهداف في كوسوفو. وقال ان زعماء التحالف غادروا واشنطن اكثر وحدة مما كانوا عليه عندما بدأت اعمال القمة. وحذر كلينتون ميلوشيفيتش من ان دول الحلف سترد عليه إذا هدد الدول المجاورة. والى ذلك بدا ان اعضاء الكونغرس يستعدون لزيادة حجم الاعتمادات الاضافية الطارئة التي طلبها الرئيس كلينتون الأسبوع الماضي الى حدود 10 بلايين دولار أي بزيادة 4 بلايين دولار عما طلبه كلينتون.