لم يستطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اخفاء القلق الذي يساوره عشية الانتخابات، وبدأ يتصرف بعصبية تعكس خوفه من هزيمة امام منافسه الأول ايهود باراك زعيم قائمة "اسرائيل واحدة"، في ظل نتائج الاستطلاعات الأخيرة التي أظهرت تفوق الأخير عليه بفارق كبير. راجع ص3. وصبّ نتانياهو غضبه على وسائل الاعلام الاسرائيلية واعتبرها كلها مجندة في شكل كامل في خدمة باراك واليسار. وقال في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وسائل الاعلام تنشغل ببث ما قيل قبل أربع سنوات ولا تتطرق الى أقوال البروفيسور الاسرائيلي في جامعة بن غوريون، يوسي غوردن، الذي قال انه "يتمنى ان يلقى وزير الخارجية الاسرائيلي أرييل شارون ربه قريباً". وكان نتانياهو يعلق على شريط فيديو بثته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي غير حكومية، ظهر فيه الحاخام موشيه بن توف، القريب الى الأول، وهو يقارن رئيس الوزراء السابق اسحق رابين بهتلر، ويدعو الى موته وموت وزير خارجيته شمعون بيريز وكذلك الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واتهم نتانياهو مقدم البرنامج التلفزيوني بأنه يعمل لمصلحة باراك، وانه ساعده في تحضير حملته الدعائية. وأقر بأن الاستطلاعات الأخيرة تفيد بتراجع شعبيته، لكنه عزا ذلك الى ان فئة كبيرة في المجتمع الاسرائيلي، تضم المهاجرين الروس والمتدينين اليهود تخفي مواقفها الحقيقية لدى استطلاع آرائها. وأعرب العديد من مسؤولي "ليكود" الذي يتزعمه نتانياهو عن قلقهم من النتائج المحتملة للانتخابات، ونقلت مصادر صحافية عن أحدهم قوله ان من المستحيل ان يردم نتانياهو الهوة بين شعبيته وشعبية باراك خلال أربعة أيام فقط "من دون حدوث معجزة". وقال رئيس الوزراء انه حتى لو خسر الجولة الأولى من الانتخابات سيفوز في الجولة الثانية. ونقل عن أعضاء في "ليكود" أنهم يصلّون كي لا يغير زعيم حزب الوسط اسحق موردخاي رأيه ويقرر في اللحظة الأخيرة الانسحاب قبل الجولة الأولى. واتهم نتانياهو خصمه باراك بعقد صفقة مع المرشح العربي لرئاسة الحكومة عزمي بشارة، يضمن فيها انسحابه من الجولة الأولى في مقابل منحه حقيبة وزارية في حكومته المقبلة في حال فوزه. ويبذل نتانياهو جهداً كبيراً لإجراء جولتين انتخابيتين بعدما أظهرت نتائج الاستطلاعات الأخيرة ان باراك يحصل على 44 في المئة من الاصوات في الجولة الأولى مقابل 35 في المئة لرئيس الوزراء. اما في الجولة الثانية فيحصل باراك على 50 في المئة فيما يحصل نتانياهو على 33 في المئة. ويعتقد خبراء في حزب "ليكود" ان من شأن الاسبوعين اللذين يسبقان الجولة الثانية تغيير الصورة بالكامل لمصلحة نتانياهو. ودعا مجلس الحاخامين في حركة "شاس" امس الى التصويت لرئيس الوزراء، مؤكداً قلقه من "التحريض المعادي للدين الذي يقوم به اليسار". وينظر نتانياهو بعين الى "شاس" وبالثانية الى اليهود الروس الذين ساعدوه في الفوز في الانتخابات السابقة، وهو يدرك مدى التناقض بين الفريقين. وفي وقت أبدى باراك استعداده لتخصيص حقيبة وزارة الداخلية لحزب المهاجرين الجدد الروس لا يستطيع نتانياهو حتى ان يفكر في سحب هذه الوزارة من "شاس" عموده الفقري في الانتخابات. في واشنطن أ ب أبلغ الرئيس بيل كلينتون الكونغرس انه سيقرر بعد الانتخابات الاسرائيلية هل سيسمح بنقل السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، او يعارض هذه الخطوة. وكان الكونغرس أقرّ تشريعاً ينص على نقل السفارة، لكنه خوّل الى البيت الابيض إمكان اتخاذ إقرار بالتراجع عن هذه الخطوة اذا وجدها متعارضة مع الأمن القومي الاميركي.