مع بقاء خمسة أيام على الانتخابات البرلمانية في إسرائيل (الثلثاء المقبل) دخلت الحملة الانتخابية الشوط الأخير مع أرقام جديدة حملتها استطلاعات الرأي في اليومين الأخيرين أفادت بأن قائمة «المعسكر الصهيوني» الوسطي بزعامة اسحاق هرتسوغ تتقدم، لأول مرة، على «ليكود» بزعامة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بثلاثة إلى أربعة مقاعد، لكن معسكر اليمين - المتشددين ما زال يتقدم على «المعسكر الوسطي – اليساري» ببضعة مقاعد، وهو فارق أبطلَتْه الشخصية الثانية في «المعسكر الصهيوني» تسيبي ليفني بقولها إن احتمالات انضمام أحزاب محسوبة على اليمين المعتدل لحكومة برئاسة هرتسوغ واردة جداً حيال غياب الفوارق الكبيرة بينها وبين «المعسكر الصهيوني» في القضايا الاجتماعية والاقتصادية. وقرأ مراقبون النتائج الجديدة على أنها تراجع ل»ليكود» أكثر من كونها تعزز قوة «المعسكر الصهيوني»، مشيرين إلى أن مفعول خطاب نتانياهو في الكونغرس الأميركي الأسبوع الماضي لم يعد قائماً. ولعل أكثر ما يقلق «ليكود» من هذه النتائج تأرجح حزب «ياحد» المتطرف الداعم له بقيادة الوزير السابق ايلي يشاي حول نسبة الحسم (أربعة مقاعد)، لإدراكه أن عدم اجتيازه النسبة معناه خسارة معسكر اليمين اربعة مقاعد مضمونة لنتانياهو ستفقده التفوق على المعسكر الثاني. واستنفرت هذه الأرقام قادة الأحزاب ليطلقوا تصريحات حماسية دعوا فيها أنصارهم إلى استغلال الأيام المتبقية لتعزيز الحملة الدعائية بهدف كسب مزيد من الأصوات. ولجأ نتانياهو إلى استدرار مشاعر أوساط اليمين بالادعاء بأن أحزاب الوسط واليسار تتلقى أموالاً من الخارج من أجل «إسقاط حكم اليمين» وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعمل هي أيضاً لتحقيق الغرض ذاته، «وممنوع أن نسمح بأن يحصل ذلك». ودعا أنصار اليمين للتصويت لليكود وليس لأحزاب يمينية صغيرة كي يخرج «ليكود» بأكبر عدد من المقاعد. وقال: إن «انتصار ليكود ليس مضموناً، وهذا ما يجب أن يدركه مصوتو الأحزاب الأخرى في المعسكر القومي (اليميني)، وإذا ما ارتفع الفارق في المقاعد لمصلحة اليسار فإننا قد نستيقظ ونرى هرتسوغ وليفني رؤساء للحكومة المقبلة» على خلفية وجود اتفاق بين هرتسوغ وليفني للتناوب على رئاسة الحكومة. وأشار مراقبون إلى أن مخاوف جدية تخيم على «ليكود» من خسارة الحكم، ما دفع نتانياهو إلى الظهور (مساء أمس) في أول اجتماع انتخابي جماهيري، وربما يشارك في اجتماع يخطط له معسكر اليمين، مساء الأحد، في تل أبيب. وأعربت أوساط في ليكود عن قلقها من مفعول تقدم «المعسكر اليهودي» في الاستطلاعات على المترددين الذين لا تقل نسبتهم عن 7 في المئة، وهم في العادة يقررون موقفهم في الساعات ألأخيرة، وقد يميلون للحزب المتصدر في الاستطلاعات. وقللت الشخصية الثانية في «المعسكر الصهيوني» تسيبي ليفني من أهمية «تفوق» معسكر اليمين على معسكر الوسط واليسار بداعي أنه باستثناء الأحزاب اليمينية المتطرفة الثلاثة («ياحد» و»البيت اليهودي» وليكود»)، فإن احتمال انضمام سائر أحزاب اليمين والمتدينين المتزمتين أو بعضها إلى ائتلاف حكومي برئاسة هرتسوغ وارد جداً «حيال التقارب بيننا في البرامج الاقتصادية – الاجتماعية». وأضافت: «علينا العمل أولاً أن يخرج حزبنا الأول بين الأحزاب لنقنع رئيس الدولة بتكليف هرتسوغ وليس نتانياهو، وعندها سيكون أسهل إقناع الأحزاب اليمينية المعتدلة دعم هذا الترشيح». وقد تكون ليفني اعتمدت في حديثها على تصريح لزعيم حركة «شاس» الدينية المتزمتة الحاخام أريه درعي الذي أعلن أمس أن برنامج حزبه الاجتماعي الاقتصادي قريب من أحزاب الوسط واليسار «لكننا نختلف معها في البرنامج السياسي». من جهته أيضاً لم يستبعد زعيم حزب «كلنا» موشيه كحلون المشاركة في حكومة برئاسة هرتسوغ لكنه اشترط ذلك بعدم اعتماد حكومة كهذه على أصوات «القائمة العربية المشتركة». واظهر استطلاع للرأي نشرته اذاعة الجيش الاسرائيلي الاربعاء ان «المعسكر الصهيوني» سينال 24 مقعداً من أصل 120 مقابل 21 لليكود. وأفاد استطلاعان آخران أُجريا الثلثاء ايضاً ان «المعسكر الصهيوني» يتقدم بثلاثة الى اربعة مقاعد بسب تراجع شعبية الليكود مع اقتراب الانتخابات المقررة في 17 آذار (مارس). وأظهر استطلاع سابق قبل خطاب نتانياهو في 3 آذار امام الكونغرس الاميركي بشأن ايران ان الليكود سينال 22 مقعداً. وكان نتانياهو يأمل في ان يتيح خطابه لليكود ان يعزز موقعه في استطلاعات الرأي.