شهدت الجلسة الرابعة من محاكمة رئيس بلدية طهران غلامحسين كرباستشي مفاجأة سارة لعمدة طهران ومذهلة للمحافظين. ومثل وزير الداخلية السابق علي بشارتي للادلاء بشهادته وأعلن ان القرارات الادارية والمالية لكرباستشي في عهده كانت "مطابقة للقوانين السائدة في وزارة الداخلية وادارة الدولة"، ما دفع وكيل كرباستشي الى التصريح بأن هذه الشهادة الى رئيس بلدية طهران يجب ان تدفع الى مراجعة كل التهم الموجهة. واحتضنت جامعة طهران تجمعاً طلابياً حضره آلاف اعلنوا تأييدهم للرئيس سيد محمد خاتمي ووزير الداخلية المعزول عبدالله نوري، وطالبوا خاتمي باتباع سياسة "القوة والحزم" مع المحاظين. وفاجأ وزير الداخلية السابق من التيار المحافظ علي محمد بشارتي المحكمة وجلّ الحاضرين في قاعة "مجمع الامام الخميني القضائي" في جنوب العاصمة، وأكد ان قرارات وممارسات كرباستشي في عهده كانت "قانونية"، وانه لم يلاحظ او يكشف اختلاسات او فساد مالي او اداري، وشدد على "انني لو لاحظت ما يخالف ذلك لما ترددت في عزله". ويُنظر الى بشارتي على انه مقرب من المحافظين، وطالب كرباستشي مرات عدة في جلسات المحاكمة الثلاث الماضية بإدلاء بشارتي بشهادته، لكن قلة كانت تتوقع ان يجرؤ بشارتي ويعلن موقفاً داعماً لكرباستشي بصورة واضحة وحاسمة. ولم يعلق القاضي محسني إيجئي على كلام بشارتي لكن يبدو انه فوجئ هو ايضاً بموقف الوزير السابق. ولعل ما كان ينتظره كرباستشي وحصل عليه من بشارتي هو تقديم توضيح قاطع في شأن حساب مصرفي يخضع لتصرف مطلق من رئيس البلدية على غرار ما هو سائد في جميع مؤسسات الدولة. وأكد بشارتي انه كان يوقع على القرارات المالية بفتح هذا الحساب، وبذلك لم تكن "اجتهادات" كرباستشي الادارية والمالية المتعلقة بتشجيع المديرين والعاملين في البلدية مخالفة للقانون. وحرص بشارتي على تغطية نفسه، ربما قبل كرباستشي، وشدد على ان جميع القرارات والسياسات العامة كانت خاضعة لاشراف الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني وموافقته، لكن الوزير السابق اعتبر ان عمدة طهران "اهمل" بعض القضايا "لكن لا اعتقد انه كان لديه سوء نية ولو لاحظت اي مخالفة لما ترددت في عزله". الى ذلك نظم الطلاب تجمعاً حاشداً في جامعة طهران، تأييداً لوزير الداخلية المعزول النائب الحالي للرئيس الايراني للتنمية والشؤون الاجتماعية عبدالله نوري. ورفع آلاف من المشاركين شعارات لم تكتف باعلان تأييدها لخاتمي ونوري والتيار الاصلاحي والتنديد بپ"جماعة الاحتكار"، بل دعت خاتمي بوضوح الى انتهاج خيار "الحزم والقوة" وهو موقف ينسجم مع دعوات التيار الطلابي الراديكالي القوي في الحركة الطلابية لخاتمي الى ان يتخلى عن سياسة الهدوء والديبلوماسية السرية ويتوجه الى الرأي العام لمكاشفته بالحقائق. وتحدث في هذا التجمع وزير الثقافة والارشاد عطاء الله مهاجراني الذي يتردد ان المحافظين قد يدخلون معه في مواجهة قريبة. وشدد على ان "الامام الخميني قاد ثورة اسلامية شعبية وكان دائماً يؤكد ضرورة الاستماع الى الشعب وعدم تجاهل مطالب الرأي العام وطموحاته". وتحدث نوري في اللقاء وجدد تأكيد "التصميم على الاستمرار في الاصلاحات وتعزيز النظام الاسلامي بالحريات"